كيف تعرف حياتك ؟

في اعتقادي أن الانسان مخلوق اجتماعي ليس فقط لأنه يحب أن يوجد مع الآخرين بل لأنه يفهم ذاته من فهمه للآخرين
هل سألت نفسك لماذا الانسان يملك فضولاً شديداً لحياة الآخرين سواء أكان هؤلاء الآخرون من الذين حوله أم من المشاهير ؟

بالطبع , هذا الفضول قد يكون لأسباب نفسية كثيرة يعود إلى الاستفادة من خبرة الآخرين
ان اهتمام العامة بحياة المشاهير ليس فقط للشماتة أو غيرها من مشاعر سلبية لكنه لأجل الاستفادة من خطئهم حتى لا يقع فيه الشخص ذاته.
ان الناس يراقبون الناس , يقرؤون كتباً عن الناس ويشاهدون السينما والمسلسلات التلفزيونية لأنهم لا شعورياً أو ربما شعورياً يدركون أن هؤلاء مثلهم بشر ويمكن أن يستفيدوا من خبرتهم .
هذه الحالة تسمى حالة "سيكولوجية المرايا" وفي بعض الأحيان تسمى مرايا المخ أو مرايا الأعصاب وهي حالة تجاوب مع الآخر وكأن الآخر هو أنت وهي التي تجعلنا نبكي تجاوباً مع موقف ألم في التلفزيون أو نضحك على شيء مضحك في فيلم فنحن جزء من ذلك الموقف.

لكن الانسان لا يعرف فقط أموراً عن حياته من تجارب الآخرين بل أنه يسعى إلى معرفة ذاته من تجارب خاصة به حتى لو قيل له أو سمع أو عرف مليون مثال من حياة المشاهير أو مما يشاهد .

فعلى سبيل المثال , كم رجلاً شاهد فيلماً أو مسلسلاً عن حرامي في شركته ثم كشفه ومع ذلك تراه يقوم بالأمر ذاته ويقع فيه؟
وكم بنتاً شاهدت فيلماً وقرأت قصصاً عن بنت سلمت نفسها لشاب قد لا يتزوجها ومع ذلك فكل التجارب التي قرأت عنها أو عرفت بها لم تمنعها من أن تقوم بالأمر نفسه بنفسها؟

لماذا يحصل ذلك؟

لان الانسان في اعتقادي ينظر إلى ذاته على أنه مخلوق مختلف هو ينظر إلى نفسه على أنه أقدر من غيره كذلك نجد أن الانسان غالباً يظن أنه أذكى من غيره وقادر على أن يمر بذات التجربة ويخرج منها كذلك نجد أن هناك حقيقة تخص الفرق بين أن تكون مشاهداً أو جزءاً من اللعبة فمن هو خارج اللعبة يتكلم ويتفلسف ولكنه داخل اللعبة مجرد انسان مندفع في التجربة أو غارق في الألم وفي حالة الاندفاع أو اليأس يرتكب حماقات ربما لو سمع عنها آخر وشاهدها لقالكما قال هو عندما كان خارج اللعبة.