نتائج تحليل العينات جرثومياً متضاربة و مدير الشركة ينفي المسئولية ويقول إن التسمم هو بغاز سام مصدره مستودع مجاور لتخزين الحبوب والعينات المحللة لم تكن معدة للبيع
مدير الشؤون الصحية بحلب : كلامه عن العينات غير صحيح ،أُخِذَتْ عشوائياً من طرود مغلفة ونفكر في سحب الطبخات المشتبه فيها من أسواق حلب
تعرضت أسرة في مدينة الباب شمال حلب للتسمم بعد تناول وجبة من مرتديلا هنا نجم عنه وفاة اثنين من أطفالها وفيما ادعى والد الطفلين على صاحب معمل المرتديلا بجرم التسبب بالوفاة
نفى مدير الشركة المصنعة للمرتديلا المذكورة وجود عبوات غير صالحة للاستهلاك بين منتجات شركته المنتشرة في الأسواق،متهماً صاحب مستودع للحبوب مجاور لمنزل العائلة بالتسبب بالحادثة ، و الشؤون الصحية بأخذ عينات غير معدة للبيع لتحليلها،الأمر الذي نفاه مدير الشؤون الصحية مؤكداً عشوائية الأخذ من طرود مغلفة لدى الوكيل المعتمد .
في حين جاءت نتيجة تحليل عينات من المرتديلا المذكورة في أحد مخابر جامعة حلب غير مطابقة للمواصفات القياسية السورية،وتحوي جراثيم المطثية الوشيقية السامة، بالضد من نتيجة تحليل أجرته مديرية تموين حلب في مخابرها جاءت نتيجة العينة فيه سليمة و مطابقة للمواصفات القياسية السورية . سيريانيوز سلطت الضوء على هذه القضية واستجمعت آراء المعنيين بالقضية التي باتت تشكل قلقاً للمستهلكين في حلب وعموم سورية .
عائلة تفقد طفلين
قال عماد الكسار والد الطفلين خديجة ومحمد الذين توفيا مؤخراً في مدينة الباب 50 شمال شرق حلب " ليلة الخميس 3/10/2009 تناولت عائلتي العشاء أثناء غيابي عن البيت،وكان عبارة عن وجبة مرتديلا مع الخبز تم شراؤها من دكان شقيقي خالد، في اليوم التالي تناولنا جميعاً الطعام الذي أعدته زوجتي ،وخرجت،و عندما عدت إلى البيت قالت لي زوجتي الأطفال مرضى لديهم إسهال وإقياء وبطونهم تؤلمهم فاعتقدت أن ذلك بسبب البرد فأعطيتهم شراب للمغص وسقيتهم كمون ساخن" .
وتابع الأب روايته " ليلة الجمعة قالت لي زوجتي أن خديجة ( وعمرها أربعون يوماً ) لا ترضع منذ خمس ساعات وحالتها مثل محمد ( وعمره ثلاث سنوات ) و عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل أصبح لونها مزرقاً وتتنفس بصعوبة نقلتهما إلى طبيب قريب فطلب مني نقلها فوراً للمشفى حيث أعطوها إبرة ثم بعد قليل قالوا لي أن خديجة توفيت وتم إعطاء إبرة لمحمد أيضاً " .
وتم دفن الطفلة خديجة دون أي إدعاء وإعلام للسلطات كونها حديثة الولادة ولم يكن هنالك شك في حصول تسمم كما ذكر الأب، لكن في اليوم التالي كان الجميع عداه في حالة مرض واضحة الأم دينا وطفليها محمد وقصي البالغ عمره سنتان .
وذكر الأب كيف ساءت صحة الطفل محمد وكيف كان يطلب الماء ولا يتمكن من شربه و كيف ظهرت نفس الأعراض على أمهما لاحقاً حيث أسعفهم جميعاً إلى المشفى الوطني في الباب.
وقال الأب عماد " أخذت طفلي محمد أيضاً إلى طبيب خاص حيث وصف له ثلاث حقن ،وفي اليوم التالي ساءت صحته أكثر فنقلته إلى المشفى الوطني مع والدته وشقيقه قصي ( عمره سنتان ) ، وتوفي محمد في المشفى بعد حوالي ساعتين " .
ويقول شقيقه عبدو الكسار " بعد وفاة الطفل الثاني قمت بنقل زوجة شقيقي دنيا وطفلهما الوحيد الباقي على قيد الحياة ،قصي ،إلى مشفى الحميات بحلب ،حيث حولونا إلى مشفى الأطفال الحكومي ،و أسعفه فيه الطبيب مصطفى ناعسة الذي قال لنا بعد ذلك أن الطفل متسمم بجرثومة خطيرة يمكن أن تقتل الإنسان في ظرف 72 ساعة وعلق له سيروم و أعطاه الدواء اللازم " كما عولجت الأم دنيا في مشفى الحميات .
الطبيب المعالج
في مشفى الأطفال قال الدكتور مصطفى ناعسة " لقد شخصت حالة الطفل قصي سريرياً وفقاً للأعراض بأنها تسمم وشيقي،كان هنالك إقياء،إسهال، صدمة نقص حجم ،وأعراض عصبية،هياج ،وتغيم وعي،وزلة تنفسية،مع زرقة مركزية "
وأضاف ناعسة " قمت بفتح وريد له وتعليق سيرومات وأعطيته صادات وريدية مع دعم تنفسي كان واضحاً بالنسبة لي أن هذه الأعراض أعراض تسمم جرثومي وشيقي،وهذا ما أجمع عليه الزملاء الأخصائيون في المشفى عندما شاهدوا الحالة ".
وطلبت من الأم التي كانت تعاني من نفس الأعراض العودة إلى مشفى الحميات لأن لديها نفس الأعراض واتصلت بالدكتورة ميريلا حلبي وأطلعتها على حالة الطفل والأم والعلاج الذي قدمته وعلقت بالقول " هذا أفضل ما يمكن فعله في هكذا حالة " .
وأضاف "استمرت مراقبة حالته حتى تحسن وضعه وتخرج الطفل وهو بصحة جيدة بعد ثلاثة أيام " .
المطثية الوشيقية
وقال الدكتور عبد الهادي محسن عضو الهيئة التدريسية في كلية الطب - جامعة حلب وأخصائي الأمراض الإنتانية وأمراض الهضم " التسمم الوشيقي Botulism انسمام غذائي خطير يحدث للإنسان عند تناوله منتجات غذائية تحوي المادة السامة التي تدعى الذيفان الوشيقي toxin botulinum الذي تفرزه جراثيم تسمى المطثية الوشيقية Clostridium Botulinum. "
وذكر محسن أنه خلال دراسته في بريطانيا حصل تسمم غذائي لمواطنين بريطانيين وتبين أن مياهاً ملوثة تسربت لمنطقة معقمة في معمل للسمك المعلب وتسببت في تكاثر الجراثيم الوشيقية وقال " أي إهمال في تصنيع المعلبات يؤدي إلى نشاط الجرثومة وإفراز التوكسين القاتل، وإن كمية بسيطة منه يمكن أن يشكل كارثة للبشرية وهو من أقوى السموم في الطبيعة،وهو مادة بروتينية شديدة السمية للجهاز العصبي للإنسان، مقاوم لحموضة المعدة ، يمكن إبطال مفعوله السمي بالتسخين للدرجة 80ْ لمدة 15 دقيقة، أو للدرجة 100ْ لمدة عشر دقائق وهو ينشط في بيئة لا هوائية " .
وعن الأعراض المميزة لهذا التسمم قال الأخصائي محسن " الذيفان يجتاز المعدة ، وينتقل معوياً إلى الدم ومنه إلى معظم أجهزة الجسم وخاصة الجهاز العصبي المركزي فيؤثر في آلية مادة مهمة للنقل العصبي تدعى الأستيل كولين مما يؤدي إلى اضطرابات عصبية ، شلول عضلية مختلفة " .
وأضاف " سريرياً يبدأ المرض عادة بشكل فجائي بعد عدة ساعات - 36 ساعة من تناول الغذاء الملوث ويشكو المصاب في البداية من آلام بطنية مختلفة الشدة، وغثيان وإقياء وأحياناً دوار وإحساس بالإنهاك والتعب، يرافق ذلك شعور بالتوتر وصداع مع جفاف الفم وإحساس بالعطش"
وأوضح " بعد ذلك بساعات أو أيام قليلة (يومين إلى ثلاثة أيام) تبدأ بالظهور عند معظم المرضى أعراض وعلامات عصبية مختلفة أهمها اضطرابات الرؤية و صعوبة وألم البلع تدعى (عسرة البلع المؤلمة) يرافقها غالباً اضطرابات في النطق وإمساك أو احتباس البول بسبب الشلل الذي يصيب الأمعاء والمثانة التفريغ. كما قد يشتكي في كثير من الأحيان من صعوبة في التنفس "
و حول الأطفال الرضع بعمر شهر وحتى ستة أشهر قال الأخصائي محسن " لوحظ شكل آخر من التسمم الوشيقي يبدو في أغلب الأحيان في البداية على شكل إمساك وارتخاء في الجسم وعدم قدرة الطفل على البكاء،وقد تتطور هذه الأعراض بعد ذلك إلى شلول مختلفة أخطرها الشلل التنفسي الذي قد يؤدي إلى توقف التنفس وموت الرضيع أحياناً "
طبابة شرعية
تقرير الطبيب الشرعي أشار إلى أن سبب الوفاة (على ضوء سؤال الأهل وأطباء الإسعاف) هو حالة تسمم جرثومي غذائي وهو سبب كاف للوفاة.
ولوضوح أسباب الوفاة لم ير الطبيب الشرعي داع لفتح أجواف الجثة كما جاء في خبرته بتاريخ 4/10/2009.
في حين تم دفن الطفلة خديجة دون إعلام السلطات ودون فتح أي تحقيق كما أن سجلات المشفى تخلو من اسمها.
في حين برر مدير المشفى الوطني في الباب زياد الشهابي ذلك بأن الطفلة وصلت مفارقة للحياة وبالتالي لا يتم تسجيلها في سجلات المراجعين.
وحول طلب نقل الطفل وأمه إلى حلب ذكر الشهابي أن خطورة الحالة ووفاة طفلين من العائلة تطلب نقلهم لمشفى الحميات الذي فيه قسم مختص بالتسمم .
وتمت مصادرة علب المرتديلا الموجودة في الدكان المذكور،وتاريخ إنتاجها هو الشهر الرابع 2009 ، والتحرز عليها، وختمها بالشمع الأحمر، تمهيداً لتحليلها،وأفاد البائع خالد ،وهو عم الطفلين خديجة و محمد، أنه باع عدداً منها لأشخاص مجهولين، ولم يراجعه أحد بشأنها، و أعلم الشرطة عن تاجر الجملة، الذي اشترى منها كمية نصف الطرد التي طرحها للبيع في دكانه.
تحليل التموين
وقال معتر الحاج عمر المسئول في شعبة تموين الباب " استلمنا عينة مؤلفة من 6 علب من مرتديلا هنا ، ممهورة بالشمع الأحمر بموجب كتاب من النيابة العامة من أجل تحليلها وفحص محتوياتها. "
وأضاف الحاج عمر " قمنا بإرسالها إلى مديرية التموين حيث المخبر المركزي للمحافظة ووردتنا نتيجة التحليل هاتفياً بأنها مطابقة ولا يوجد لدينا نسخ عن النتيجة ويجب مراجعة التموين في حلب"
في حين قال محمد الأسعد معاون مدير تموين حلب " بناء على كتاب من النيابة العامة طلب منا إجراء تحليل لعينة مرسلة وردتنا بتاريخ 11/10/2009 وجاءت نتيجة التحليل مقبولة جرثومياً وفق المواصفات القياسية السورية لعام 2007 من حيث القرائن المحللة" . وأضاف الأسعد "لدينا اختبار جرثومي هوائي ولا هوائي في ظروف مختلفة تم إجراؤه وجاءت نتيجة التحليل أن العينة المرسلة إلينا مرفقة بالكتاب هي سليمة وصالحة للاستهلاك البشري وفق المواصفات القياسية السورية 2179 لعام2007 " .
ويشمل التحليل الجرثومي الذي تم إجراؤه في مخبر مديرية التموين بحلب ما يلي :
التعداد العام للجراثيم الهوائية في / 1/ غرام مقبول مطابقة
الجراثيم الهوائية عند الدرجة37 س في /1/ غرام خالية مطابقة
جراثيم لا هوائية عند الدرجة 37 س خالية مطابقة
جراثيم لا هوائية عند الدرجة 55 س خالية مطابقة
التحضين بالدرجة 55 مئوية لمدة خمسة أيام لا يوجد انتفاخ بالعبوة مطابقة
الجراثيم الهوائية عند الدرجة 55 س خالية مطابقة
تحليل الجامعة
أربع عينات أرسلتها مديرية الشؤون الصحية إلى أحد المخابر التابعة لجامعة حلب وجاءت نتيجة التحليل الجرثومي والكيميائي كما يلي : العينة الأولى : تحتوي على جميع مواصفات اللحم الجيد .
العينة الثانية : تبدو العبوات طبيعية من الخارج ولا تحتوي على جراثيم ممرضة ولكن كانت رائحة اللحم سيئة واللون باهت وليس لماعاً والقوام هش غير متماسك .
العينة الثالثة : امتازت بمحتواها العالي من الدود الحي إذ كانت العبوة منفجرة نتيجة الضغط الداخلي المتكون والناتج عن الفساد واحتوت على الفطور والجراثيم الممرضة .
العينة الرابعة : كان شكلها الخارجي منتفخاً ولوحظ سماع صوت تنفيس الهواء عند فتحها كما كانت جميع مواصفات اللحم سيئة وغير مقبولة .
ويتابع التقرير ، " هذا الفساد ناتج عن عمليات التعقيم غير الكاملة والتي لم يتم فيها انتقال الحرارة الكافية لقتل جميع الوجود الميكروبي داخل محتوى العلبة بشكل متجانس ومتوازن وتام أو أن زمن التعقيم كان قصيراً " .
وانتهى التقرير إلى القول " لذلك تعتبر العينة الأولى مطابقة للمواصفات القياسية السورية 2179 / 2007 وصالحة للاستهلاك البشري وعلى العكس العينات الثلاثة الأخرى غير مطابقة وغير صالحة ."
وتشمل مفردات التحليل الذي جرى في أحد مخابر جامعة حلب نسب كل من الرطوبة والرماد الكلي والبروتين والدسم والتعداد العام للجراثيم ( 5 يوم بدرجة حرارة 55 ْ ) والمحتوى من الفطور ( خلية / غ ) والمحتوى من المواد الحافظة ، ووجود يرقات الدود الحية ، والانتفاخ ، واللون و القوام والرائحة ، و جراثيم المطثية الوشيقية ( خلية / غ )
جدير ذكره أن تواريخ إنتاج تلك العينات على التوالي هي ( 7 /10/2009 ) ( 17/8/2009 ) ( 10/9/2009 ) ( 6 /7/2009 ) . وهي لأصناف مختلفة الحجم وهي على التوالي بوري وسط رمز B، مستطيل صغير رمز G ، مستطيل رمز M ، و بوري كبير رمز A .
وأن جراثيم المطثية الوشيقية في العينتين الثالثة والرابعة على التوالي ( 100 ) و ( 20 ) خلية في الغرام الواحد .
التسمم مرة أخرى
في العشرين من نفس الشهر ظهرت أعراض مرضية مختلفة على بقية أفراد الأسرة التي تقطن في منزل يجاوره مستودع لحفظ الشعير حيث تستخدم لتعقيمه مادة فوسفيد الألمنيوم المسماة شعبياً "حب الغاز" حيث شملت الأعراض هذه المرة الأب مع زوجته وطفله الوحيد الباقي قصي ، وتم إثر ذلك توقيف شاغل المستودع على ذمة التحقيق .
في حين قال والد الطفلين المتوفيين إنه يتم تخزين الشعير منذ حوالي العام ولم تظهر عليهم أية آثار تسمم قبل هذه المرة .
وقالت الدكتورة ميريلا حلبي "السبب هو التسمم بفوسفيد الألمنيوم "حب الغاز" وتم قبولهم في المشفى لأربعة أيام ويبدو أن كمية الغاز المستنشق كانت قليلة،ولا تحدث الوفاة ،وذكر لنا الأب أنه يوجد شق في الجدار الفاصل بين البيت ومستودع للحبوب يبدو أن الغاز تسرب منه إلى المنزل " .
فوسفيد الألمنيوم
وقال المهندس الزراعي عصام البهنسي المتخصص في وقاية النبات من جامعة دمشق مدير الإنتاج في الشركة المذكورة "مادة فوسفيد الألمنيوم مادة فعالة بأسماء تجارية مختلفة تنتشر بشكل غازي،وتستخدم في صوامع الحبوب للتعقيم والوقاية من الحشرات والقوارض وغيرها،و لا علاقة بصناعة المرتديلا،وهي سامة للإنسان حين تعرضه لتراكيز معينة منها " .
وأضاف " يفترض بمن يعمل في هذا المجال اتخذ احتياطات لازمة كلبس الكمامة وبعد وضع الأقراص يبدأ تطاير الغاز ويمكن أن ينفذ من خلال جدران المباني البيتونية، الغرف يجب أن تكون محكمة الإغلاق بشكل كامل وغير قابلة لتسريب أي جزء من الغاز لأنه سريع الانتشار وهو يتخلل الحبوب لقتل الحشرات حتى داخل الحبة ،ولابد أن يراعي في ذلك أمان الجوار والعمال الذي يقومون بعملية التخزين وتأمين الحماية اللازمة لهم ".
و ذكر البهنسي أن الأعراض المرضية كما هو متداول النشرات الفنية الصادرة عن المختصين هي "الإعياء والنعاس الخفيف كما يشعر المصاب بالغثيان وألم في المعدة والرغبة في التقيؤ ويحدث إسهال وعطش ودوار وفتور وألم بالصدر و حرقان مع زيادة ضربات القلب وضيق في التنفس وقد يحدث للمصاب نوبة اختناق وغيبوبة ويفقد الوعي تماماً إذا كانت الإصابة شديدة مما يؤدي إلى الوفاة و قدرة تحمل الرضيع أضعف بكثير من الكبار وهذا يتبع للجرعة القاتلة النصفية LD50"" ، وكلما زاد وزن الجسم زاد تحمله " .
مرتديلا هنا
من جهته قال سامر ديروان المدير العام للشركة التقنية للصناعات الغذائية " شركتنا تضم 1000 موظف ولها فروع في الإمارات العربية المتحدة ،وأسواق بالمنطقة في دول الجوار وما بعدها، واتهمنا اتهاماً غير دقيق بتسمم أشخاص بسبب منتجاتنا والشركة بريئة وهم تسمموا بمبيدات حشرية حسب إفادات النيابة العامة وتحاليل النيابة العامة " . وأضاف ديروان "هذا الخبر تناقلته وسائل الإعلام ،والمواقع ، بكبسة زر ، وتم التشهير بالماركة بشكل مخالف لقانون المطبوعات وقانون العقوبات مما أدى إلى إلغاء طلبيات تصديرية،ونحن من الممكن إبراز وثائق تثبت إلغاء طلبيات تصديرية بسبب التشهير والقدح والذم قبل معرفة حقيقة ما جرى" .
وتابع " مرتديلا هنا تطالب بمعرفة حقيقة حالة التسمم التي جرت ، والتي تبين أنها بسبب فوسفيد الألمنيوم التي استنشقتها العائلة في منزلها المجاور لمخزن الحبوب الذي يستخدمه هذا المبيد للتعقيم ، وهي مادة محظورة في بعض الدول ، 12 شخص توفوا في السعودية بسببها ، وهي تخترق الجدران الإسمنتية حسب النشرات الفنية عن هذه المادة المنشورة في الانترنيت،وهي تنشر أبخرة وتكون شرهة للأكسجين ".
وحول العينات التي أثبتت التحاليل فسادها وتجرثمها بما يخالف المواصفات القياسية السورية قال كيروان " العينات التي أخذوها غير معدة للبيع وبمعظمها هي علب مرتجعة ،وهم أخذوها من مستودعات أحد الزبائن،و يتم تجميع العلب المنتفخة،لأنه في حال وجدت أي عبوة غير سليمة تعزل ويتم استبدالها من الشركة التي تقوم بإتلافها ،نحن نرسل مندوب من قبلنا إلى المكان للتأكد من الأمر،وهي حالات نادرة طبعاً "
و أضاف كيروان "يوجد ملايين العلب في الأسواق من ماركة هنا واحتمال وقوع الخطأ وارد في أية منشآت أخرى ونحن محكومين ضمن أربعة أنظمة للجودة هي نظام إدارة الجودة ISO 9001 ، و نظام إدارة السلامة الغذائية ISO 22000 ، و نظام غدارة البيئة ISO 14001 ، و نظام إدارة الصحة والسلامة المهنية OHSAS 18001 ، ومعقم بدرجة حرارة 120 مئوية " .
وأردف " طلبنا إعادة التحليل لأنه ضمن المقاييس العالمية قد يكون بعض العبوات نتيجة التحميل والشحن أصبحت فاسدة وانتفخت وهنالك نسبة عالمية لهكذا حالات ونحن لدينا أقل منها بكثير" .
وحول الشك في وجود حملة منافسة غير شريفة من قبل شركات أخرى نفى كيروان هذا الأمر وقال " علاقتنا بالشركات الأخرى هي علاقة منافسة محترمة وشريفة " مضيفاً "ونحن ندعو الصحافة لزيارة الشركة والاطلاع على آليات العمل بتفاصيلها، وأبوابنا مشرعة ومفتوحة،وأشير إلى أن إحدى الصحف نشرت تحقيقاً هذا اليوم حول تسمم تلك الأسرة بغاز فوسفيد الألمينوم " .
الشؤون الصحية
من جهته قال الدكتور مازن بكباشي مدير الشؤون الصحية بمجلس مدينة حلب" تمت مصادرة حوالي خمسة آلاف عبوة من أصناف مرتديلا هنا من مستودع وكيل الشركة ومن أسواق مدينة حلب ونتيجة الشك فيها تم إرسال عينات عشوائية إلى مخبر الجامعة لتحليلها جرثومياً وكيميائياً ". وأضاف بكباشي بناء على نتائج تحليل العينات المأخوذة من الكميات المصادرة سنعد تقريرنا عن القضية وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بما فيها إحالة من نجده مخالفاً إلى القضاء المختص " .
وحول ما ذكره مدير الشركة من أن العينات التي تم تحليلها غير معدة للبيع قال بكباشي " هذا الكلام غير صحيح ، الكميات تمت مصادرتها من عند الوكيل الذي أفادنا بأن الطرد يأتيه من الشركة ويقوم بتوزيعه على الأسواق بشكل مباشر ، وتم أخذ عينات عشوائية من طرود مغلفة " .
وحول إمكانية سحب أصناف مرتديلا هنا من الأسواق قال بكباشي " يتم مناقشة الأمر مع ممثلي الشركة الذين حضروا من دمشق لمناقشة خطوة سحب الطبخات التي ظهر وجود عينات منها غير صالحة وهم طرحوا الفكرة معنا مع تحفظهم على نتائج التحاليل التي تمت في مخبر جامعة حلب بناء على طلب مديرية الشؤون الصحية " .