جسد

جسد..!

مساءٌ حميمٌ‏

وحلمٌ وحبٌّ..‏

وأنتِ هُنا‏

غيرَ أني أنا‏

من تَأَخَّر عنك وغابْ..‏

شبحاً عارياً في الضبابْ..‏

تَنَازلَ عن شوقهِ في الجسدْ،‏

وارتدى غيمةً.. رغبةً في العذابْ...‏

السماءُ تسافرُ عبرَ العصافيرِ‏

عبرَ الحمامْ..‏

المدينةُ تغفو،‏

فيرحلُ عنها ضجيجُ الكلامْ‏

وأنتِ على صمتك الملحميِّ‏

تدورينَ بي، مثلَ طاحونةٍ فارغهْ..‏

قمحُها كانَ يوماً..‏

وكانتْ تَدُرُّ الغلالْ..‏

على أنني لمْ أكنْ بارعاً في السؤالْ..‏

وما قلتُ يوماً تُحبِّين حُبيّ.‏

ولا تكرهينَ الذي لوْ أُحبُّ‏

أموتُ حنيناً إليهِ‏

وأنزفُ شوقاً لديهِ..‏

وأرجو خلاصَ الرياحِ وروحي..‏

إذا زمَّ برقٌ هنا..‏

وإنْ أَرْزَمَ الرعدَ ما بيننا..‏

ثمَّ هَلَّتْ سحائبُ منكِ‏

لتغسِلَ أحجارَنا..‏

أوْ أتَتْنَا شموسُكِ مكنوزةَ النار‏

تطهو نوافيرَ أحلامنا في العراءْ..‏

تسيرينَ جنبي..‏

فيفتحُ فيك الفضاءُ شجونَ الرواياتِ‏

يفتحُ فيكِ جراحَ الكلامِ‏

وملحَ الخصومةِ..‏

حينَ تودينَ أنْ تهربي من جنوني‏

هوَ البحرُ يرسمُ فيكِ الهوى‏

أو بريقَ العيونْ...‏

ويرسمُ تفاحةً للظنونْ..‏

على الموجِ يرسمُ وَرْدَ الرمالِ..‏

وَوَرْدَ الزَبدْ..‏

ثمّ يفضي بزرقتهِ للأبدْ..‏

كنتُ ألبسُ عمري..‏

وألبسُ فيضَ الجسدْ.‏

غيرَ أنك لم تلمسي في يديَّ الحرائقَ..‏

لمْ تعرفي أنّ قلبي يُغامرُ فيكِ..‏

يُطارد وعدَكِ مثلَ السرابْ..‏

ويرضى بأنْ تضرميهِ‏

وأنْ تفتحي في عماراتهِ‏

شقّةً للعذابْ..‏

إذا كنتِ ذوَّبتهِ‏

أو أذبت ثلوجك فيه‏

وراحتْ مياهُك تغفو على ضفتيهِ..‏

كأنَّ لأبراجكِ اليومَ‏

هذا الدويُّ الذي أقتفيه..‏

وإنْ أنتِ صَدَّقتني في القصائدِ..‏

قولي بسرِّكِ إني أُحبّكِ..‏

إني أكاشفُ فيكِ الضميرَ..‏

وأعجزُ عنكِ..‏

ويهربُ مني لساني..‏

إذا كنتِ أنتِ..‏

ويفضحُني القلبُ في لغتي‏

حينَ غبتِ..‏

وهلْ سوفَ أقوى على غربتي‏

كيْ أقيمَ احتفالاً لعشقكِ..‏

أو كيْ أقيمْ الجنازهْ‏

وأطفئ نيرانَ وردْي..‏

وأرثي بروحي لروحي..‏

وأقفلَ غيمَ الرغائبِ‏

أقفلَ حُلمَ الجسدْ..‏

وأقولُ لنفسي الحزينةِ..‏

حتى الشقاءْ..‏

إذا ضاعَ هذا البهاءْ..‏

لأنتِ الشهيدةُ‏

في نومِ هذا البلدْ..!‏

وأفقرُ جرمٍ إلى اللهِ‏

حينَ تكونُ وحيداً‏

تَتُوقُ إليه‏

وترْجو لديه المدَدْ..‏

والمدينةُ تنأى وتنأى..‏

لترميكَ مثلَ النفاياتِ عند الشواطئِ..‏

حيثُ سيأْكُلكَ البحرُ حيناً..‏

وحيناً سيغسلُ وجهَكَ هذا الزبدْ..‏

وكانتْ تسيرُ إليكَ‏

على زرقةٍ مائجةْ..‏

وتركضُ فيها خيولُ الرغائبِ‏

قبلَ الأماني.. وقبل الرؤى الهائجةْ..‏

حينَ غامتْ وغابتْ...‏

لففتُ بنفسيَ نفسي‏

وأشعلتُ جمراً شجياً توقَّدَ بي..‏

ثم قلتُ أعودُ إلى مضجعي..‏

خالياً وسخيناً تُجرجرني أدمعي..‏

كيْ أردَّ الهوى عن دمي..‏

وأخطَّ أقاصيصَهُ الرائجهْ..!‏


أعتذر على الموضوع ولكنه منقول ايضاً
تحياتي للجميع ولكل من اعطاني رايه وشكرا لكم لتقبلي في المنتدى

لا كلام أمام هكذا إبداع

إختيارٌ موفق
سلمت يداكِ

منقول ليس مهم مهم ان نستمتع بقرائته وهذا بحد ذاته

شيئ جميل صديقتانا بل اختنا شكرا لمصداقيتك

هذا كفيل بمعرفتك الطيبة

شكرا لكم جميعا تقبلوا مودتي واحترامي