وداعا".. للظاهر

لاشكّ أن الحواس هي مدخل الإنسان لهذا العالم ..

و انها دون إعمال الفكر قاصرة, تنقل صور أولية عن الوجود . في كثير منها خداع ...

فكم ملمس ناعم يبطن الأذى .. و مناظر خلّابة تزيّن للناظر جنّة مرئية .. و تحت صورها خواء ليس له مثيل ..

و مع ذلك هذه الصور مازالت سيدة الموقف لدى كثير من الناس في تقييم المحيط ..

و هنا الخطورة أن تكون الميزان الذي يحكم على البشر من خلال مظاهرهم ..

و من جهة أخرى كم جوهرة تلطخها ظروف الحياة فتعتبر لدى الكثيرين ليس لها قيمة ..

و كم شخص يملك من العقل و رهافة الإحساس .. لايهتم للظاهر.. يتعامل معه الناس على أنه وضيع ...

من هنا : الناظر بالحواس- فقط- يظلم نفسه أولا" قبل أن يظلم الآخرين ...

فهو بهذا النظر يبدأ ببناء شخصيته على هذا الأساس لتكون مبنية على المظهر و لايشعر إلا باجتياح الخواء الداخلي .. و بداية توقف العقل تحت ضربات التقليد .. و تكرار الأزمنة ..

متخيلا" أن التاريخ دوران دون تقدم .. و هذا هو الضلال بعينه .. فالتغير سنة الوجود ... يخضع له كل مخلوق .. و بالتالي جميع الحضارات دون استثناء ..

فليس حقيقة منزه عن التغير و تأثير الأزمان غير خالق الأرض و السموات .. بينما من أعلى مراتب الوجود ( العقل ) .. إلى أدناها يخضع للتغير الدائم عبر الأزمنة .. و خاصة الظاهر و تفاريعه من جميع الجهات ..

فالمتمسك بظاهر محدد ينتمي لزمن ماضي سوف يندثر – شاء أم أبى – لأن الحقيقة تسخر منه لأنه اختار الموات على حقائق الحياة التي لاتكف عن الولادة و النضوج الدائم ..

لنتشارك رحلتها العظيمة بلحن توحيدي دائم ( أمس مضى بما فيه و غدا" لاتعلم أنك توافيه و أما اليوم أنت فيه بما يقتضيه)

الأعمدة الخمسة القائمة في المدخل ترمز إلى الحواس الخمس التي هي المدخل الذي من خلاله يلج عالم

الخارج إلى عالم الداخل. وهكذا، يصبح عالم الخارج متحِّدًا بكامله في عالم الداخل، ولا يعود الإنسان

خاضعًا لتلقائية حواسه الخمس التي هي مجرد مدخل، أي أنها مجرد بوابة عبور فقط. والحق أن

الإنسان، الذي يحيا ضمن نطاق حواسه الخمس، لن يكون قادرًا على معرفة سرَّانية كيانه،

وسيبقى محتجزًا داخل ظلمة المادة.



:أخي نجم

طريقة سردك رائع وتشدر القارء
وانا شخصيا" لا استطيع الوقوف عندها

تحياتي لك اخي الكريم

**

سليمان عزام كتب:

الأعمدة الخمسة القائمة في المدخل ترمز إلى الحواس الخمس التي هي المدخل الذي من خلاله يلج عالم

الخارج إلى عالم الداخل. وهكذا، يصبح عالم الخارج متحِّدًا بكامله في عالم الداخل، ولا يعود الإنسان

خاضعًا لتلقائية حواسه الخمس التي هي مجرد مدخل، أي أنها مجرد بوابة عبور فقط. والحق أن

الإنسان، الذي يحيا ضمن نطاق حواسه الخمس، لن يكون قادرًا على معرفة سرَّانية كيانه،

وسيبقى محتجزًا داخل ظلمة المادة.



:أخي نجم

طريقة سردك رائع وتشدر القارء
وانا شخصيا" لا استطيع الوقوف عندها

تحياتي لك اخي الكريم

**

إضافتك أنارت .. حلم اللقاء بين الداخل و الخارج .. لتكون العيون تبعا" لقلوب نقتها أسماعها على ضوء شمس الحقيقة .. فيحصل الإنسجام الذي يرى في تنوع الوجود جمال لكل ظاهر!!!

بمرورك أشرقت صفحتي أخي سليمان ...

ناني كتب:

صدقت يا النجم

الناظر بالحواس - فقط - يظلم نفسه أولاً قبل أن يظلم الآخرين ... لأنه يستغني عن أساليب الإدراك لكل ما يدور حوله

وعن التدرّج الذي يتوجب أن يمر به ويخضع له ... حين يكون بعيداً عن العقل المميز والذي بنوره يدرك المخلوق ذاته ويحثها

على التغيير حتى لا تصدأ بالرتابة




........


أيها الراقي بفكرك

لا زلت عند رأيي بك ... وبإضافاتك ...

ولا زالت نفسي توّاقه للنور المستمد من حروفك الماسية




كن بخير ووفاق

ناني .. أيتها الروح الملأى نورا" .. مرورك يسعدني .. و حروفك تخجلني ..

فلترتقي بنوره ...... حواسنا ....