السويداء_مملكة ومنتديات روح السـويـداء |
الكنترول : أهلا ً وسهلا ً بكم في مملكة ومنتديات روح السويداء ... rirù,ahdkh2 , mazenيوتا محمد,lil eng,أم حمود , سونا , مجد الجولان , nice_guy,meral , sally , waledr,المغترب الحزين , مغترب 20 , ahlam bareaa. صدى حنين . أنس نصار , احمد الاحمد , tamer perss , lazhar hmedi اسامه , aktham , شبيه الريح , عرفات غر , نحب بلادي ,لولي جاموس , معروف 75 , خالد الأسطورة , تالا ن , وليد العنداري,salah saberana,ابن السويداء ,سراب عابر,سيدالامنيات , ابوغيث, lolo . raja , GOGYYY , اسطورة الحب , nizar , نايف عزام , شرف , اسامة العدل ,ajwad , نـور المـلـك , صحراء , ضياء الروح , متمرد , المغترب..,اريج العيسمي,أدهم الشاهين , زرقاء اليمامةraafat, mohannad8 , ataftar , samar,ma49, , سمو السمر , jana, halaelghor , الحب المستبد, مرفأ الذكريات , الاء , زياني سعد ,qosae, ,وصال , زهرة الأقصى ,عدي ابو عجيب ,بنت الجبل ,ندوش , ابو فهد .... مع تحيات إدارة الموقع ...
الكنترول : التسجيل في المنتدى بأسم واضح ومناسب لقوانين المنتدى وتدوين بريد إلكتروني صحيح لكي يتم الموافقة على التسجيل ... |
|
| لاعب النرد | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
soul shams مشرفة سابقة
عدد المساهمات : 1551 تاريخ التسجيل : 06/07/2009 الموقع : Sweida soul
| موضوع: لاعب النرد السبت مارس 27, 2010 5:21 pm | |
| اعب النر
محمود درويش - فلسطين مَنْ أَنا لأقول لكمْ ما أَقولُ لكمْ ؟
وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ فأصبح وجهاً
ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ
فأصبح نايًا ..أَنا لاعب النَرْدِ ، أَربح حيناً وأَخسر حيناً أَنا مثلكمْ
أَو أَقلُّ قليلاً ...
وُلدتُ إلي جانب البئرِ
والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ
وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ
وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً
وانتميتُ إلى عائلةْ مصادفَةً ،
ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ وأَمراضَها
أَولاً - خَلَلاً في
شرايينها
وضغطَ دمٍ مرتفعْ
ثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِ
والجدَّةِ - الشجرةْ
ثالثاً - أَملاً في الشفاء من الانفلونزا
بفنجان بابونج ٍ ساخن ٍ
رابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة]خامساً - مللاً في
ليالي الشتاءْ
سادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ليس لي أَيُّ دورٍ
بما كنتُ
كانت مصادفةً أَن أكونْ
ذَكَراً ...
ومصادفةً أَن أَرى قمراً
شاحباً مثلَ ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات
ولم أَجتهدْ
كي أَجدْ
شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً كان يمكن أن لا أكونْ
كان يمكن أن لا يكون أَبي
قد تزوَّج أُمي مصادفةً
أَو أكونْ
مثل أُختي التي صرخت ثم ماتت
ولم تنتهي
إلى أَنها وُلدت ساعةً واحدَة
ولم تعرفِ الوالدَة ...
أَو : كَبَيْض حَمَامٍ تكسَّرَ
قبل انبلاج فِراخ الحمام من الكِلْسِ كانت مصادفة أَن أكون
أنا الحيّ في حادث الباصِ
حيث تأخَّرْتُ عن رحلتي المدرسيّة ْ
لأني نسيتُ الوجود وأَحواله
عندما كنت أَقرأ في الليل قصَّةَ حُبٍّ
تَقمَّصْتُ دور المؤلف فيها
ودورَ الحبيب - الضحيَّة
فكنتُ شهيدَ الهوى في الروايةِ
والحيَّ في حادث السيرِلا دورَ لي في المزاح
مع البحرِ
لكنني وَلَدٌ طائشٌ
من هُواة التسكّع في جاذبيّة ماءٍ
ينادي : تعال إليّْ !
ولا دورَ لي في النجاة من البحرِ
أَنْقَذَني نورسٌ آدميٌّ
رأى الموج يصطادني ويشلُّ يدي كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباً
بجنِّ المُعَلَّقة الجاهليّةِ
لو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةً
لا تطلُّ على البحرِ
لو أَن دوريّةَ الجيش لم ترَ نارَ القِرى
تخبز الليلَ
لو أَن خمسةَ عشرَ شهيداً
أَعادوا بناء المتاريسِ
لو أَن ذاك المكانَ الزراعيَّ لم ينكسرْ
رُبَّما صرتُ زيتونةً
أو مُعلّمَ جغرافيا
أو خبيراً بمملكة النمل
أو حارساً للصّدى مَنْ أنا لأقولَ لكم
ما أقولُ لكم
عند باب الكنيسةْ
ولستُ سوى رميةِ النرد
ما بين مُفْتَرِس ٍ وفريسةْ
ربحت مزيداً من الصحو
لا لأكون سعيداً بليلتيَ المقمرةْ
بل لكي أَشهد المجزرة نجوتُ مصادفةً :
كُنْتُ أَصغرَ من هَدَف عسكريّ
وأكبرَ من نحلة تتنقل بين زهور السياجْ
وخفتُ كثيراً على إخوتي وأَبي
وخفتُ على زَمَن ٍ من زجاجْ
وخفتُ على قطتي وعلى أَرنبي
وعلى قمر ساحر فوق مئذنة المسجد العاليةْ
وخفت على عِنَبِ الداليةْ
يتدلّي كأثداء كلبتنا ...
ومشى الخوفُ بي ومشيت بهِ
حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عمّا أُريدُ مشي / أهرولُ /
أركضُ / أصعدُ / أنزلُ / أصرخُ / أَنبحُ / أعوي / أنادي / أولولُ / أُسرعُ /
أُبطئ / أهوي / أخفُّ / أجفُّ / أسيرُ / أطيرُ / أرى / لا أرى / أتعثَّرُ /
أَصفرُّ / أخضرُّ / أزرقُّ / أنشقُّ / أجهشُ / أعطشُ / أتعبُ / أسغَبُ / أسقطُ
/ أنهضُ / أركضُ / أنسى / أرى / لا أرى / أتذكَّرُ / أَسمعُ / أُبصرُ / أهذي /
أُهَلْوِس / أهمسُ / أصرخُ / لا أستطيع / أَئنُّ / أُجنّ / أَضلّ / أقِلُّ /
وأكثُرُ / أسقط / أعلو / وأهبط / أُدْمَى / ويغمى علي ومن حسن حظّيَ أن
الذئاب اختفت من هناك
مُصَادفةً ، أو هروباً من الجيش ِلا دور لي في حياتي
سوى أَنني ،
عندما عَلّمتني تراتيلها ،
قلتُ : هل من مزيد ؟
وأَوقدتُ قنديلها
ثم حاولتُ تعديلها كان يمكن أن لا أكون
سُنُونُوَّةً
لو أرادت لِيَ الريحُ ذلك ،
والريح حظُّ المسافرِ ...
شمْألتُ ، شرَّقتُ ، غَرَّبتُ
أما الجنوب فكان قصياً عصيّاً عليّ
لأنّ الجنوب بلادي
فصرتُ مجاز سُنُونُوَّةٍ لأحلِّق فوق حطامي
ربيعاً خريفاً ..
أُعمِّدُ ريشي بغيم البحيرةِ
ثم أُطيل سلامي
على الناصريِّ الذي لا يموتُ
لأن به نَفَسَ الله
والله حظُّ النبيّ ..
]ومن حسن حظّيَ أَنيَ
جارُ الأُلوهةِ ...
من سوء حظّيَ أَن الصليب]مَنْ أَنا لأقولَ لكم
ما أقولُ لكم ،
مَنْ أنا ؟كان يمكن أن لا
يحالفني الوحيُ
والوحي حظُّ الوحيدين
إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ
على رُقْعَةٍ من ظلامْ
تشعُّ ، وقد لا تشعُّ
فيهوي الكلامْ
كريش على الرملِ لا دَوْرَ لي في
القصيدة
غيرُ امتثالي لإيقاعها :
حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حساً
وحَدْساً يُنَزِّلُ معنىً
وغيبوبة في صدى الكلمات
وصورة نفسي التي انتقلت
من أَنايَ إلى غيرها
واعتمادي على نَفَسِي
وحنيني إلى النبعِ لا دور لي في القصيدة
إلاَّ
إذا انقطع الوحيُ
والوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهد
كان يمكن ألاَّ أُحبّ
الفتاة التي
سألتني : كمِ الساعةُ الآنَ ؟
لو لم أَكن في طريقي إلى السينما ...
كان يمكن ألاَّ تكون خلاسيّةً مثلما
هي ، أو خاطراً غامقاً مبهما ..
هكذا تولد الكلماتُ .
أُدرِّبُ قلبي
على الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ ...
صوفيَّةٌ مفرداتي . وحسِّيَّةٌ رغباتي
ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلاَّ
إذا التقتِ الإثنتان ِ :
أَنا ، وأَنا الأنثويَّةُ
يا حُبّ ! ما أَنت ؟ كم أنتَ أنتَ
ولا أنتَ . يا حبّ ! هُبَّ علينا
عواصفَ رعديّةً كي نصير إلى ما تحبُّ
لنا من حلول السماويِّ في الجسديّ .
وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين .
فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطَّنُ -
لا شكل لك
ونحن نحبك حين نحبُّ مصادفةً
أَنت حظّ المساكين ]من سوء حظّيَ أَني
نجوت مراراً
من الموت حبّاً
ومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً
لأدخل في التجربةْ يقول المحبُّ
المجرِّبُ في سرِّه :
هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ
فتسمعه العاشقةْ
وتقول : هو الحبّ ، يأتي ويذهبُ
كالبرق والصاعقة للحياة أقول : على
مهلك ، انتظريني
إلى أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ...
في الحديقة وردٌ مَشاع ، ولا يستطيع الهواءُ
الفكاكَ من الوردةِ /
انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّي
فاُخطئ في اللحنِ /
في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْ
لنشيد الوداع . على مَهْلِكِ اختصريني
لئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ،
وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ :
تحيا الحياة !
على رسلك احتضنيني لئلاَّ تبعثرني الريحُ حتى على الريح ، لا
أستطيع الفكاك
من الأبجدية لولا وقوفي على جَبَل
لفرحتُ بصومعة النسر : لا ضوءَ أَعلى !
ولكنَّ مجداً كهذا المُتوَّجِ بالذهب الأزرق اللانهائيِّ
صعبُ الزيارة : يبقى الوحيدُ هناك وحيداً
ولا يستطيع النزول على قدميه
فلا النسر يمشي
ولا البشريُّ يطير
فيا لكِ من قمَّة تشبه الهاوية
أنتِ يا عزلة الجبل العالية ليس لي أيُّ دور بما
كُنْتُ
أو سأكونْ ...
هو الحظُّ . والحظ لا اسمَ لَهُ
قد نُسَمِّيه حدَّادَ أَقدارنا
أو نُسَمِّيه ساعي بريد السماء
نُسَمِّيه نجَّارَ تَخْتِ الوليد ونعشِ الفقيد
نسمّيه خادم آلهة في أساطيرَ
نحن الذين كتبنا النصوص لهم
واختبأنا وراء الأولمب ...
فصدَّقهم باعةُ الخزف الجائعون
وكَذَّبَنا سادةُ الذهب المتخمون
ومن سوء حظ المؤلف أنّ الخيال
هو الواقعيُّ على خشبات المسارح ِ خلف الكواليس يختلف
الأَمرُ
ليس السؤال : متى ؟
بل : لماذا ؟ وكيف ؟ وَمَنْ مَنْ أنا لأقولَ لكم
ما أقولُ لكم ؟كان يمكن أن لا أكون
وأن تقع القافلةْ
في كمين ، وأن تنقُصَ العائلةْ
ولداً ،
هو هذا الذي يكتب الآن هذي القصيدةَ
حرفاً فحرفاً ، ونزفاً ونزفاً
على هذه الكنبةْ
بدمٍ أسود اللون ، لا هو حبر الغراب
ولا صوتُهُ ،
بل هو الليل مُعْتَصَراً كلُّه
قطرةً قطرةً ، بيد الحظِّ والموهبةْ كان يمكن أن يربح
الشعرُ أكثرَ لو
لم يكن هو ، لا غيره ، هُدْهُداً
فوق فُوَهَّة الهاويةْ
ربما قال : لو كنتُ غيري
لصرتُ أنا، مرَّةً ثانيةْ
هكذا أَتحايل :
نرْسيسُ ليس جميلاً
كما ظنّ . لكنّ صُنَّاعَهُ
ورَّطوهُ بمرآته . فأطال تأمُّلَهُ
في الهواء المقَطَّر بالماء ...
لو كان في وسعه أن يرى غيره
لأحبَّ فتاةً تحملق فيه ،
وتنسى الأيائل تركض بين الزنابق والأقحوان ...
ولو كان أَذكى قليلاً
لحطَّم مرآتَهُ
ورأى كم هو الآخرون ...
ولو كان حُرّاً لما صار أُسطورةً ..
والسرابُ كتابُ
المسافر في البِيد ...
لولاه ، لولا السراب ، لما واصل السيرَ
بحثاً عن الماء . هذا سحاب - يقول
ويحمل إبريق آماله بِيَدٍ وبأخرى
يشدُّ على خصره . ويدقُّ خطاه على الرمل ِ
كي يجمع الغيم في حُفْرةٍ . والسراب يناديه
يُغْويه ، يخدعه ، ثم يرفعه فوق : إقرأ
إذا ما استطعتَ القراءةَ . واكتبْ إذا
ما استطعت الكتابة . يقرأ : ماء ، وماء ، وماء .
ويكتب سطراً على الرمل : لولا السراب
لما كنت حيّاً إلى الآن
من حسن حظِّ المسافر
أن الأملْ
توأمُ اليأس ، أو شعرُهُ المرتجَل حين تبدو السماءُ
رماديّةً
وأَرى وردة نَتَأَتْ فجأةً
من شقوق جدارْ
لا أقول : السماء رماديّةٌ
بل أطيل التفرُّس في وردةٍ
وأَقول لها : يا له من نهارْ
ولاثنين من أصدقائي
أقول على مدخل الليل :
إن كان لا بُدَّ من حُلُم ، فليكُنْ
مثلنا ... وبسيطاً
كأنْ : نَتَعَشَّى معاً بعد يَوْمَيْنِ
نحن الثلاثة ،
مُحْتَفلين بصدق النبوءة في حُلْمنا
وبأنَّ الثلاثة لم ينقصوا واحداً
منذ يومين ،
فلنحتفل بسوناتا القمرْ
وتسامُحِ موتٍ رآنا معاً سعداء
فغضَّ النظرْ !]لا أَقول : الحياة
بعيداً هناك حقيقيَّةٌ
وخياليَّةُ الأمكنةْ
بل أقول : الحياة ، هنا ، ممكنةْ ومصادفةً ، صارت
الأرض أرضاً مُقَدَّسَةً
لا لأنَّ بحيراتها ورباها وأشجارها
نسخةٌ عن فراديس علويَّةٍ
بل لأن نبيّاً تمشَّى هناك
وصلَّى على صخرة فبكتْ
وهوى التلُّ من خشية الله
مُغْمىً عليه ومصادفةً ، صار منحدر
الحقل في بَلَدٍ
متحفاً للهباء ...
لأن ألوفاً من الجند ماتت هناك
من الجانبين ، دفاعاً عن القائِدَيْنِ اللذين
يقولان : هيّا . وينتظران الغنائمَ في
خيمتين حريريّتَين من الجهتين ...
يموت الجنود مراراً ولا يعلمون
إلى الآن مَنْ كان منتصراً !ومصادفةً ، عاش بعض
الرواة وقالوا :
لو انتصر الآخرون على الآخرين
لكانت لتاريخنا البشريّ عناوينُ أُخرى أُحبك خضراءَ . يا
أرضُ خضراءَ . تُفَّاحَةً
تتموَّج في الضوء والماء . خضراء . ليلُكِ
أَخضر . فجرك أَخضر . فلتزرعيني برفق...
برفق ِ يَدِ الأم ، في حفنة من هواء .
أَنا بذرة من بذورك خضراء ... تلك القصيدة ليس لها
شاعر واحدٌ
كان يمكن ألا تكون غنائيَّةَ ...من أنا لأقولَ لكم
ما أَقولُ لكم ؟
كان يمكن أَلاَّ أكون أَنا مَنْ أَنا
كان يمكن أَلاَّ أكون هنا ...
كان يمكن أَن تسقط
الطائرةْ
بي صباحاً ،
ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُومُ الضحى
فتأخَّرْتُ عن موعد الطائرةْ
كان يمكن أَلاَّ أرى الشام والقاهرةْ
ولا متحف اللوفر ، والمدنَ الساحرةْ
]كان يمكن ، لو كنت
أَبطأَ في المشي ،
أَن تقطع البندقيّةُ ظلِّي
عن الأرزة الساهرةْ كان يمكن ، لو كنتُ
أَسرع في المشي ،
أَن أَتشظّي
وأصبح خاطرةً عابرةْ كان يمكن ، لو كُنْتُ
أَسرف في الحلم ،
أَن أَفقد الذاكرة
ومن حسن حظِّيَ أَني
أنام وحيداً
فأصغي إلى جسدي
وأُصدِّقُ موهبتي في اكتشاف الألمْ
فأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق
عشرُ دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةً
وأُخيِّبَ ظنّ العدم مَنْ أَنا لأخيِّبَ
ظنَّ العدمْ ؟
مَنْ أنا ؟ مَنْ أنا ؟ | |
| | | أحباب الروح أحلى الخبراء
عدد المساهمات : 6177 تاريخ التسجيل : 13/07/2009 الموقع : مؤسسة أمل حياتي
| موضوع: رد: لاعب النرد السبت مارس 27, 2010 9:00 pm | |
| حالة الاحتضار الطويلة أرجعتنى إلى شارع فى ضواحى الطفولة
أدخلتنى بيوتاً
قلوباً
سنابل
منحتنى هويةْ
جعلتنى قضية
حالة الاحتضار الطويلة.
محمود درويش
مقدمة: محمود درويش الأغنية الخالدة
حين نتناول بالبحث شاعراً، شكّل على مدى عدة سنوات عطائه الشعرى والأدبى ، ظاهرة شعرية لافته للنظر ومدرسة إبداعية، جديرة بالتوقف أمامها
، فهذا يعنى أن البحث فى تفاصيله ينطوى على الكثير الكثير من الصعوبة وحذر الانزلاق.
ذلك لأن محمود درويش- الشاعر الذى لم يستقل من دمه بعد- معجزة شعرية، تجاوزت واقعها المكانى والزمانى لتنتقل إلى خلود الأغنية،
وصفوف الشعراء العظماء النادرين كالعلماء العظماء .
فمنذ أن أخرجته الموهبة إلى ميدان الواقع، بكل ما فيه من مرارات وعذابات، وبكل ما حفلت به المرحلة من استحقاقات قاسية وخيبات أمل فى
أحيان كثيرة فإن هذا الصوت الشعرى بقى متصاعداً فى تميزه ليشكل فى نهاية المطاف نقطة الانعطاف الكبرى فى حركة الشعر العالمى الملتزم
والإنسانى الخالد.
لم يكتب درويش الشعر ليعيش ، كذلك لم يعش ليكتب ، بل كتب ليبقى موجوداً فى عصر التغييب القسرى، ومحاولات القطع بالجملة.
وفى الإطار الفنى لم يفهم درويش الشعر، من زاوية " العود" و " أدوات التطريب" ، بل كان وعيه المتقد للشعر على أنه السلاح المدافع عن حالة
الإنسان العربى ووجوده الحضارى فى العمق، وبذلك شكل الشاعر ظاهرة تقدمية فريدة من نوعها، تؤطر الكلمة والبندقية فى خندق المواجهة
الأمامى.
فعلى امتداد الزمانية والمكانية للصراع الوجودى بيننا وبين العدو الصهيونى، لم يكن درويش فى منأىً عن آلية وكيفية هذا الصراع، بل شارك فى
كل فاصلة من فواصله وكل دقيقة من دقائقه، فكان يتساوق صعوداً مع المراحل ، يدفعه انتماء وطنى قومى وطنى قومى عالى المستوى ، وارتباط
وثيق بالأرض وبالإنسان العربى وقضاياه شديد الحرارة .
فتحولت قصائده داخل الأرض المحتله سجّيلاً من حجارة الانتفاضة، جعلت العدو يبادر إلى نفيه، خارج الوطن/ الأم.
من هناك عاش درويش التجربة بضراوتها وعبوستها الكالحة لكنها لم تستطع ان تنتزع منه الإنسان المقاوم الذى جُبل فيه، فلم يتحول إلى رثّاء بكّاء،
أو نازح أقعده الشوق والحنين عن مواصلة الشوط ، بل راح يطور نفسه وثقافته وشعره قدماً، والذى صار من اللزام أن يدخل فى المعركة ضد
عدو كان أول أهدافه ، قتل الروح المعنوية عند الإنسان العربى وتجميد دوره الدم فى عروقه فكانت قصائده التى تلتهب بالنضال وتبشر بالثورة
الشاملة ومفاتيح العودة.
وخلال فترة النفى هذه أصبح درويش شاعر المناضلين الأشداء، وصوت فلسطين فى الصميم ، عبر ماأوتى من موهبة عمل على صقلها من أجل
أرضه. فكانت قصائده فى تصاعد ومكانته فى ازدياد .
تعامل مع الحياة والفن بإخلاص ملتزم إلى حدود التضحية فكان الشاعر الألمعى الذى وصل مرحلة العالمية من أوسع أبوابها وربما تصبح جائزة
نوبل فى الآداب قاب قوسين وأدنى منه، تقديراً لعطاءاته المتنوعه فى ذروة المد الشعرى والثورى.
وإيماناً منا بشاعريته الفذة وإشراقاته واستشراقاته فى عالم الشعر ، كان لابد لنا هذه الوقفة القصيرة مع الشاعر، ومحطاته الأدبية ، ليفيد منها القارئ
على امتدادات وطننا الكبير، وليقف على أعظم الشعر والفكر العربى.
محمود درويش: سيرته الذاتية ومحطاته الشعرية
فى13 آذار(مارس) من عام1941، ولد محمود درويش فى قرية صغيرة وادعة، تقع مسافة 9 كيلو مترات شرقى عكا، تدعى ( البروة) ، القرية
التى يكتب التاريخ أنها قاومت الاحتلال فى بواكيره ، بعدد سكانها الذى لا يتجاوز الألفى نسمة ، وتلالها الصخرية التى تتموضع فوقها.
يحدها من الجنوب وادى الحلزون الذى تصب مياهه فى نهر "النعامين" وقد سمّاها الصليبيون الذين استوطنوا لمئين من السنوات الأرض المقدسة،
"بروت".
ويذكر المؤرخون لأدب الرحلات أن هذه القرية قد مرّ بها الرحالة ناصر خسرو وذلك أواسط القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى.
تميزت البروة مع عدد من القرى العربية بمقاومتها العنيدة للأحتلال الغاصب، حيث إن اليهود عندما دخلوها فى العام 1948 تجمع أهاليها مع
عرب القرى المجاورة وحرروها من الاحتلال"الإسرائيلى" ليعود هذا الاحتلال بدوره إلى اغتصابها بعد أسبوع. وللقضاء على أية جيوب أو أثر
للمقاومة؛ عمد المحتلون الصهاينة إلى هدمها ، قاضين على كل أمل لأصحابها الحقيقيين، فى العودة.
بالنظر إلى أنها كانت تتميز بخصوبة أرضها وجودة مزروعاتها المتنوعة حبوباً وخضروات وزيتوناً.
وفى تلك الحقبة الكالحة من التاريخ العربى الحديث لجأ سكانها الذين تفرقوا زرافات ووحداناً، منهم إلى القرى المجاورة التى استطاعت أن تنجو من
أيدى اليهود ومنهم إلى خارج الأرض المحتلة، إلى سورياولبنان.
ومن أولى المفارقات وأغربها أن سكانها اليوم يدخلونها بتصريح من " السلطات الإسرائيلية" ليعملوا أجراء أو عمال بناء فيها ، وهم الذين يعرفون
فيها كل ذرة تراب وكل شجرة زيتون وكل نسمة هواء ، ولو استنطقت القرية لأخبرت فى الحال العجب العجاب.
ولم يزل محمود درويش يحن إلى دفء تلك القرية ووداعتها حيث كانت الشاهدة الأولى على فاتحة سنيه. وعن قصتها مع الاحتلال ونهاية مرحلة
الطفولة الحقيقية للشاعر فيها يقول ملقياً مزيداً من الضوء على أرجاء المكان الأول :" أذكر نفسى وقد كان عمرى ست سنوات كنت أقيم فى قرية
جميلة وهادئة هى قرية البروة الواقعة على هضبة خضراء ينبسط أمامها سهل عكا ، وكنت ابناً لأسرة متوسطة الحال عاشت الزراعة.
وعندما بلغت السابعة توقفت ألعاب الطفولة ، وإنى أذكر كيف حدث ذلك . فى إحدى الليالى الصيفية التى اعتاد القرويون فيها أن يناموا على سطوح
المنازل . أيقظتنى أمى من نومى فجأة فوجدت نفسى أعدو، مع مئات من سكان القرية فى الغابة ، كان الرصاص يتطاير فوق رؤوسنا ولم أفهم
مايجرى حتى وصلت مع أحد أقاربى الضائعين فى كل الجهات إلى قرية غريبة ذات أطفال آخرين، تساءلت بسذاجة : أين أنا؟ وسمعت للمرة
الأولى كلمة لبنان".
من هنا ، وفى إطار تقويمه لحياته، يعتبر محمود درويش ومنذ ذلك اليوم أن الطفولة الخالية من المتاعب- انتهت: " وأحسست فجأة أنى أنتمى إلى
الكبار ، توقفت مطالبى وفرضت علىّ المتاعب منذ تلك الأيام التى عشت فيها فى لبنان"
وفى الإطار عينه، وفى هذه المرحلة بالذات تتفتح أمامه نافذة إلى عالم جديد، يستمع فيه لأول مرة إلى كلمات جديدة : " الوطن" ، " الحرب" ، "
الأخبار " ،" اللاجئون"، " الجيش " ، "الحدود" ، وهو ما سيكون له تأثير حتماً فى المستقبل من حيث أن الشاعر بدأ يدرس ويفهم ويتعرف ، على
وضع جديد حرمه طفولته.
ومن القرية اللبنانية التى لا يذكر الكاتب اسمها فى لقاء لمجلة الوطن العربى فى باريس /1986.
وبعد أكثر من سنة على حياة " اللجوء" يذكر عودته مع أقاربه إلى فلسطين ، وهنا لابد أن نذكر أن ثمة مفردة جديدة قد دخلت قاموس الشاعر/
الطفل ، وهى كلمة " البيت" ويذكر أنه لم ينم تلك الليلة من شدة الفرح ، فالعودة إلى البيت تعنى له " نهاية الجبنة الصفراء – الوجبة الأساسية التى
كانت توزعها وكالة الغوث". وتعنى نهاية " تحرش الأولاد اللبنانين " الذين يشتمونه بكلمة "لاجئ" المهينة.
ولكن العودة إلى القرية ( البروة) منبع الأحلام- أفاق الطفولة لم تنم ، لينتقل فى الحين إلى لاجئ فى بلاده بقرية "دير الأسد".
وفى مقارنة للشاعر بين اللجوئين خارج وداخل الوطن، يذكر الشاعر وهو الذى تذوق طعم الاثنين معاً، أن الثانى/ داخل الوطن كان الأقسى
والأصعب. لأن النفى خارج الوطن ، وما يتعلق به من الأشواق والانتظارات، والتلهف للقاء الأحبة والأصدقاء والسمّار ورفاق الطفولة، له ما
يبرره.
أما النفى داخل الوطن فإنه لا مبرر له. ونحن إذ نتفق مع الشاعر فى هذه المقارنة نجزم أنها كانت من العوامل التى كونت شخصية محمود درويش
الشاعر.
وفى تجربته الأولى بعد العودة إلى وطنه والقرية الجديدة دير الأسد ، كان فى الصف الثانى وقد عانى خلال ذلك الأمرّين ، لكن عزاءه الوحيد آنئذٍ
كان محبة المدير والأساتذة الذين كانوا يخبئونه فى غرفة ضيقة لكى لا تعتبره "السلطات الإسرائيلية" " متسللاً" وهى كلمة أخرى أضيفت إلى
قاموس الشاعر الخاص .
وفى اعترافه بصعوبة تلك المرحلة حيث أنه لا يزال محروماً حتى الآن من الجنسية فى وطنه ، يتحدث الشاعر أنه طالع كثير الأدب العربى وقلّد
الشعر الجاهلى فى محاولاته الشعرية الأولى، إضافة إلى أنه كان فى تلك الفترة موهوباً بالرسم، لدرجة أنه كان يتطور كرسام أكثر من تطوره
كشاعر . ولكن توقفه عن الرسم، يعود إلى أن والده لم يكن يملك من المال ما يتيح له إمكانية أن يشترى له ما يحتاجه من أدوات . فدفاتر الكتابة
بالكاد استطاع تزويده بها. عندها حاول التعويض بكتابة الشعر التى لا تتطلب نفقات.
وعن التركيز الداخلى لأسرته الصغيرة التى عاشت فى البروة ثم انتقلت إلى قرية"الجديدة" فيما بعد ليعمل محمود مدرساً ، يتحدث أنه كان الابن
الثانى لإسرة تتكون من ثمانية أبناء ، خمسة أولاد وثلاث بنات والابن الأكبر فى هذه الأسرة هو " أحمد" وكان هو الآخر مهتماً بالأدب وعنه أخذ
محمود درويش بدايات اهتمامه الأدبية. كما تجدر الملاحظة إلى أن شقيقه الثالث"زكى" هو كاتب قصة من الكتاب المعدودين فى الأرض المحتلة.
أما أبواه فهو سليم درويش الفلاح البسيط الذى لا يملك شيئاً أما الأم فهى من قرية الدامون وكان والدها أديب البقاعى عمدة الدامون، فقد كانت
سيدة فلسطينية لا تقرأ ولا تكتب.
وعن علاقته بهذه الأم وهى ملاحظ جديرة بالذكر أيضاً. يقول : " علاقتى بأمى فى الطفولة كانت ملتبسة، كان عندى عقدة أن أمى تكرهنى لأنها
كانت دائماً تعاقبنى وتعتبرنى المسؤول عن أى شغب فى البيت وفى الحارة ، وتقول لى (يا حلس يا ملس).
وبقيت هذه العقدة إلى أن سجن لأول مرة حيث كان عمره 14 سنة. من هنا تغيرت طبيعة فهمة ونظرته للأمور وصار يفهم سبب العقوبة.
وفى أوصافها يقول : كانت جميلة ، وهى مازالت حية، جميلة وشعرها أحمر طويل يغطيها كلها، وعيناها زرقاوان لكنها قاسية لاتعبر عن عواطفها
إلا فى الجنازات . وأنا لم أر أمى فى أى عرس . كانت تذهب إلى الجنازات. وفوجئت مرة أنها تنشد الأغانى الشعبية وأكتشفت أيضاً أنها تؤلف
بكائيات.
وملاحظ أيضاً، أن محمود درويش أصبح فيما بعد الابن المدلل فجأة لأنه المطارد والبعيد.
دخل السجون الإسرائيلية أكثر من مرة . كانت المرة الأولى سنة 1961 وكان قد انتقل من قرية" الجديدة " ليعيش وحده فى مدينة حيفا سنة 1960
وكان اعتقال البوليس " الإسرائيلى" له بدون سبب فى مسكنه.
وجاء السجن الثانى لمحمود درويش سنة 1965 بسبب أنه سافر إلى القدس من حيفا بدون تصريح حيث ينبغى لكل عربى أن يحمل تصريحاً خاصاً
إذا أراد ان ينتقل من مكان إلى آخر . وكرت السبحة فى الاعتقالات.
فقد سجن عندما عقد الطلاب العرب فى الجامعة العربية أمسية شعرية ألقى خلالها قصيدته الطويلة: " نشيد الرجال" التى نشرها فى ديوانه الثالث /
عاشق من فلسطين .
وما بين 1965-1967 سجن الشاعر عندما حامت حوله" شبهة" تعاطيه النشاط المعادى "لإسرائيل" وهنا يذكر أن محامى الدفاع حاول أن يقول
أنه يعتذر باسم محمود درويش عن المخالفة التى ارتكبها، وبعد أنه لن يكرر ذلك، سأل القاضى محمود درويش عن رأيه، فأجاب :" بأن المحامى
يعبر عن وجهة نظره ولكننى لاأعترف بما يقول ولن أردد هذا القول أو أؤيده أبداً" . وكان حكم المحكمة الصهيونية لهذا الموقف النضالى الرائع
غرامة مالية تقدر بمائتى "ليرة إسرائيلية".
وذاع اسم محمود درويش كشخصية عربية نضالية ضد الاحتلال ؛ ففى عشية العدوان الإسرائيلى المبيَّت على البلاد العربية فى 4 حزيران 1967
، أصدر رئيس أركان جيش العدو آنذاك إسحاق رابين أوامره باعتقال كل المثقفين العرب ، غير أن محمود درويش كان قد اختفى ؛ والهدف كما
يبدو من اختفائه كان الإشراف على صدورجريدة " الاتحاد" العربية بعد أن اعتقل محروروها. وبالفعل تم فى 5 حزيران موعد صدورها.
وبعد تحدد نتائج معركة1967 والهزيمة التى حلت بالعرب، عاد محمود درويش إلى بيته ليودع السجن بدون محاكمة فى (الدامون). وعن تلك
المرحلة يقول درويش : "إن السجن كان أرحم من الخارج لأن الوضع كان مؤلماً بعد الهزيمة العربية "
وفى سنة 1969 اعتقل محمود درويش للمرة الخامسة فى سجن (الجملة) بعد أن نسف الفدائيون عدة بيوت فى حيفا، ومن هنا أصبح الشاعر
عرضه للإعتقال بعد أى تدبيرصهيونى مما أدى إلى نفيه خارج الوطن.
حيث تنقل بين العواصم العربية والأجنبية واستقر به المقام أخيراً فى بيروت التى لم يتركها إلا فى أعقاب "الاجتياح الاسرائيلى" لها عام 1982
وكاد خروجه من بيروت أن يودى بحياته إذا تعرض أثر ذلك لنوبة قلبية حادة ، وفى بيروت ، عاصمة الفكر والشعر ،غنَّى محمود درويش أجمل
ما يقال للعشاق والمناضلين. وهو المجنون عشقاً فى تراب الوطن والمناضل عبر كل حرف فى كلمته.
رحل عنا محمود درويش يوم السبت 9 آب 2008 بعد 67 عاما من حياة دأب ينتقل فيها من قمة إلى أخرى أعلى منها، دون كلل أو ملل. كان
إنسانا جميلا، قبل أن يكون متنبي عصرنا الحديث، يرى ما لا نراه، في الحياة والسياسة وحتى في الناس، ويعبر عن كل هذه الأمور بلغة وكأنها
وجدت ليكتبها. وحين قرر أن يخوض غمار هذه العملية الجراحية الأخيرة اعتقدنا أنه سيهزم الموت، كما هزمه في مرات سابقة، لكنه، بعينه الثاقبة،
رأى على ما يبدو شبحه "قادما من بعيد".
محطات محمود درويش الشعرية
1960-1986
من خلال تجربته الغنية الفصول مع الشعر ، الذى استقاه من وحى مشاهداته ومعايشاته للواقع الأليم الذى يعصف بأرضه المحتله، وتنوع مشارب
ثقافته. نلمح خصائص درويش المتنامية تطوراً ، إذ تميز الشاعر عن أترابه من شعراء الأرض المحتلة، بغزارة الإنتاج وبساطة العبارة وشمولية
المضمون، وعمق الفكرة، وهى خصائص لم يتفرد بها عن إخوانه الشعراء الفلسطينين المنفيين داخل الوطن أمثال سميح القاسم وتوفيق زياد
وغيرهما ، بل خصائص ميزته فى مسيرة حركة الحداثة الشعرية أيضاً والتى يعد درويش الآن من أهم رموزها وأعلامها لدرجة أن هذا الشاعر
الذى كان فى بداياته يلبس معاطف غيره من الشعراء الكبار ويقلدهم فى سننهم الشعرية التى اختطّوها ، أصبح الأن من كبار الشعراء المقّلدين حتى
من قبل الشعراء الذين قلّدهم وخرج من معاطفهم ، إنه صاحب المدرسة الكبيرة التى عاشت الالتزام فى كل شئ . عاشته فى ذرة التراب ، فى
الورود ، فى المرأة ، فى الأرض، فى عرق الكادحين ودم الشهداء ، تتداخل فلسطين بالمرأة والمرأة بالوطن ، والزمان بالمكان ووحده شعر
درويش المرآة التى تنقل الأشياء بحرارة ، وتعكس مفهوم الوطن والأرض والتراب بمعانيه القدسية.
/ فلسطين معشوقته النهائية /
فليس فى شعر درويش أغراض مفصلة كما هى الحال فى شعرنا التقليدى ، إذ ثمة غزل ونسيب ورثاء ومديح وحنين. كل غرضه مستقل على حده
. بل نجد الأغراض المتمازجة فى قصيدة هى نسيج وحدها . فالمرأة تخرج من بعدها الجسدى ، لتكون الرمز الأوسع لمعانى الوطن ، الحرية،
الهدف، ، المنتهى.
ففى قصيدته ( محاولة رقم 7) كما فى قصائد كثيرة نعثر على هذه الخصيصة كما فى قوله:
لماذا نحاولُ؟ هذا السفرْ
وقدجرّدتنى من البحر عيناكِ
واشتعل الرمل فينا...
لما نحاولُ؟
والكلماتُ التى لم نقلْها
تشردّنا...
وكل البلاد مرايا
وكل المرايا حجرْ
فالمعنى الأتم للمرأة عبر تناوله من زاوية الوطن ، كذلك فإن الوطن فى مفهوم درويش كما سيمر معنا، ليس مجرد مساحة إنه الموت عشقاً وجنوناً فيه. من هنا نستوضح بجلاء العلاقه الجدلية بين المرأة وفلسطين عند محمود درويش.
ولنقرأ هذه القصيدة (موت أخر وأحبّك) وفيها يتجلى عشق درويش اللامتناهى لأرض أجداده:
وما كانت سيدة الأرض يوماً
لأن الحروب تلامس خصرَك سربَ حمامْ
وتنشرين على موته أفقاً من سلامْ
وما كنت ألعب فى الرمل لهواً
لأن الرّذاد يكسّرنى حين تعلن عيناكِ
... أن الدروب إلى شهداء المدينة.
... مقفرة من يديكِ
وما كان حباً
وما كان يوماًً
وما كنتُ
وما كنتِ
إنى أجدّد يوماً مضى
لأحبّك يوماً
وأمضى...
فالحدود ملغاة إذاً بين إمراة درويش وفلسطين ، ونحن فى هذه القصيدة لسنا إزاء إمرأة من النوع العادى إنها على مقاس الوطن ، وتنسحب على
مساحات الخريطة الفلسطينية ، فهى المزنرة بالحروب الكثيفة من كل ناحية وصوب والمتماسه بالتمام مع الموت الذى يهم بها وتهم به. وإن كنا فى
القصيدة السابقة ( محاولة رقم7) نلاحظ فيها أثراً لامرأة درويش ، فإن فلسطين هى إمرأته ومخاطبته فى هذه القصيدة.
... إن الدروب إلى شهداء المدينة مقفرة
... من يديكِ.
إذاً أصبح درويش ظاهرة مميزة فى حركة الحداثة الشعرية العربية ، وقد توصل إلى مرحلة جعلته فى مصاف الشعراء العالميين وأحد المرشحين
لنيل جائزة نوبل العالمية فى الآداب حيث أختط طريقه فى مسيرة الشعر. وأكثر من ذلك حين أطلق نبوءته أنه أصبح فى ما بعد مدينة الشعراء كما
فى قوله فى قصيدته " مديح الظل العالى ""
عمًّ تبحث يا فتى فى زورق الأوديسة المكسور؟
- عن جيش يهاجمنى فأهزمه وأسألُ هل أصير مدينة الشعراء يوماً ؟
فهو بالفعل مدينة الشعراء على امتداد الشارع العربى الطويل .
من هنا ينبغى أن نركن بالبحث لتلخيص المراحل التى اجتازها درويش ومرّ بها شعره وذلك حسب التدرج الزمنى.
ملخص بيادرمحمود درويش الشعرى وأهم مراحله التطورية
رغم تشعب درويش وعناء البحث فى إنتاجه الشعرى ، ورغم قلة المحاولات التى جرت لدراسة درويش الدراسة الموضوعية المتقدمه ، حيث يبقى
ما تناوله النقاد فى شعر درويش مقصراً بحق ، فهناك النقاد الذى تعرضوا لجانب واحد من جوانب عديدة أو تعرضوا لدراسة قصيدة فقط من
ضمن قصائده الطويلة، بالإضافة إلى أن بعض الدراسات كانت تنطلق من زاوية وحيدة فى معالجة قصيدة درويش ، كتلك المحاولة التى قدمها الناقد
العربى أفنان القاسم إسم فى كتابة ( مسألة الشعر والملحمة الدرويشية-محمود درويش فى مديح الظل العالى) وهى دراسة سوسيو بنيوية تبقى ككل
الدراسات- البنيوية قاصرة عن إدراك المعنى الذى تشير إليه القصيدة أو محاولة استكناه أبعادها.
وتجدر الملاحظة إلى أن ثمة دراستين قيمتين تحققتا للناقد العربى شاكر النابلسى فى كتابه (مجنون التراب - دراسة فى شعر وفكر محمود درويش
الطبعة الأولى 1987- المؤسسة العربية للدراسات والنشر) . والناقد رجاء النقاش فى كتابه ( محمود درويش – المؤسسة العربية للدراسات
والنشر).
وهناك عدد من النقاد العرب الذين كتبوا عنه فى المجلات والدوريات رالعربية منهم محمد لطفى اليوسفى ( التونسى) واعتدال عثمان ( المصرية)
وإلياس الخورى( اللبنانى) وغيرهم.
ونستطيع بالشكل الذى تتحقق فيه الإفادة لمحبى درويش وجمهوره . أن نلخص بيادره بدءاً من ديوانه الأول ( عصافير بلا أجنحة-1960) إلى
ديوانه الأخير (ورد أقل-1986)
محمود درويش شاعرآآ عربي نفتخر بة بعروبتة
وأنتمائه القومي ....
شمس الشموس
شكرآآ لأضافتك لشاعرآآآ
لة الكثير من الأعمال الخالدة
أضفت الى روح السويداء شاعرآآآآ عربيآآآ أصيلآآآآ
رحمة الله
وسلمت يداكي | |
| | | قمر أحلى الخبراء
عدد المساهمات : 1643 تاريخ التسجيل : 05/03/2010 الموقع : قلب السويداء
| موضوع: رد: لاعب النرد الأحد مارس 28, 2010 11:57 am | |
| ]size=24] كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوما و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما و كنت أؤلف فقرة حب.. لعينيك.. غنيتها! أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا كما انتظر الصيف طائر و نمت.. كنوم المهاجر فعين تنام لتصحو عين.. طويلا و تبكي على أختها ، حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر و نعلم أن العناق، و أن القبل طعام ليالي الغزل و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ على الدرب يوما جديداً ! صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف معا نصنع الخبر و الأغنيات لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير يسير بنا ؟ و من أين لملم أقدامنا ؟ فحسبي، و حسبك أنا نسير... معا، للأبد لماذا نفتش عن أغنيات البكاء بديوان شعر قديم ؟ و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟ أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء و حب الفقير الرغيف ! كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوما و نبقى رفيقين دوما
اكثر كل التقدير لك تحياتي ... | |
| | | سليمان عزام الســ روح ـــويداء
عدد المساهمات : 3224 تاريخ التسجيل : 06/06/2009 الموقع : sweida-soul.7olm.org
| موضوع: رد: لاعب النرد الجمعة أبريل 02, 2010 6:14 am | |
| محمود درويش شاعر عرفته الأجيال
صديقتي شمس رائع اختيارك المميز
اشكرك على ما تقدمينه لا تعليق على اعضاء الروح المميزون لم يتركو لي شيء غير شكرك
تحياتي لك ِ | |
| | | دمعة ألم الإدارة
عدد المساهمات : 6070 تاريخ التسجيل : 13/06/2009 الموقع : sweida-soul.7olm.org
| موضوع: رد: لاعب النرد الجمعة أبريل 02, 2010 10:19 pm | |
| بكوب الشراب المرصَّع باللازورد , انتظرها على بركة الماء , حول المساء و عطر الكولونيا , انتظرها بصبر الحصان المعد لمنحدرات الجبال , انتظرها بذوق الأمير البديع الرفيع , انتظرها بسبع وسائد محشوة بالسحاب , انتظرها بنار البخور النسائي ملئ المكان , انتظرها برائحة الصندل الذكرية فوق ظهور الخيول , انتظرها
و لا تتعجل فإن أقبلت بعد موعدها , فانتظرها و إن أقبلت قبل موعدها , فانتظرها و إن أقبلت عند موعدها , فانتظرها و لا تجفل الطير فوق جدائلها
و انتظرها لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها و انتظرها لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها و انتظرها لترفع عن ساقها ثوبها غيمةً.. غيمةً و انتظرها و خذها إلى شرفةٍ لترى قمراً غارقاً في الحليبْ و انتظرها وقدم لها الماء قبل النبيذْ و لا تتطلع إلى توأمي حجلٍ نائمين على صدرها و انتظرها و مس على مهَلٍ يدها عندما تضع الكأس فوق الرخامِ كأنك تحمل عنها الندى و انتظرها تحدث إليها كما يتحدث ناي ٌ إلى وترٍ خائفِ في الكمانْ كأنكما شاهدانْ على ما يعدُّ غدٌ لكما و انتظرها إلى أن يقول لك الليلْ : لم يبقى غيركما في الوجودْ فخذها إلى موتك المشتهى ........و انتظرها | |
| | | *** ندى الأيام *** الإدارة.
عدد المساهمات : 1455 تاريخ التسجيل : 12/06/2009 الموقع : SWEIDA- SOUL
| موضوع: رد: لاعب النرد الأحد أبريل 04, 2010 10:38 pm | |
| فرحًا بشيء ما خفي، كنت أحتضن الصباح بقوة الإنشاد، أمشي واثقًا بخطاي، أمشي واثقا برؤاي. وح ي ما يناديني: تعال! كأنه إيماءٌ ة سحري ٌ ة ، وكأنه حل م تر جل كي يدربني على أسراره، فأكون سيد نجمتي في الليل... معتمدًا على لغتي. أنا حلمي أنا. أنا أ م أُمي في الرؤى، وأبو أبي، وابني أنا. فرحا بشيء ما خف ي، كان يحملني على آلاته الوتريةِ الإنشاد. يصقلني ويصقلني كماس أميرة شرقية ما لم يغ ن الآن في هذا الصباح فلن ين َ غّنى أعطنا، يا حب، فيضك كله لنخوض حرب العاطفيين الشريفة، فالمناخ ملائم، والشمس تشحذ في الصباح سلاحنا، يا ح ب! لا هدف لنا إلا الهزيمة في حروبك... فانتصر أنت انتصر، واسمع مديحك من ضحايا ك: انتصر! سلِمت يداك! وعد إلينا خاسرين... وسالمًا! فرحا بشيءٍ ما خف ي، كن ُ ت أمشي حالمًا بقصيدة زرقاء من سطرين، من سطرين... عن فرح خفيف الوزن، مرئ ي وس ر ي معًا من لا يحب الآن، في هذا الصباح، فلن يحب درويشية أنا أعشق أحرفه لك مني باقة قرنفل يا غالية معطرة بكلمات درويشية تقبلي وجودي | |
| | | | لاعب النرد | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| أية الكرسي |
|
|
المواضيع الأخيرة | » يقولون كلمآ ازدآدت ثقآفه المرء ازداد بؤسه -السبت يونيو 04, 2016 8:00 am من طرف ماهر » بتوصوني شي .......للأهلالجمعة مايو 06, 2016 10:46 am من طرف ماهر » أهي الطبيعه أم ماذا؟؟؟الثلاثاء أبريل 26, 2016 6:29 am من طرف ماهر » أمى لا تقول الحقيقةالثلاثاء مايو 12, 2015 11:52 am من طرف ماهر » مطبخ المنتدىالإثنين مارس 23, 2015 3:49 am من طرف ماهر » مرحباً بكم في حرب التتارالإثنين يناير 26, 2015 4:42 am من طرف ماهر » أروع ما قيل في الحب و الغزلالجمعة أبريل 11, 2014 11:11 pm من طرف النسيم الطيب » يمكن المشكلة بالزمورالخميس مارس 06, 2014 7:42 pm من طرف ورد » أمثال محرمة أغلبنا يستعملهاالخميس مارس 06, 2014 7:31 pm من طرف ورد » مين عندو الحلالسبت فبراير 01, 2014 1:24 am من طرف ranin » موضوع المليون رد ...الخميس يونيو 06, 2013 3:33 am من طرف سليمان عزام» خلف أروقة الأزمنةالخميس يونيو 06, 2013 3:17 am من طرف سليمان عزام» الامـــــــــــــل ..الخميس يونيو 06, 2013 3:14 am من طرف سليمان عزام» تحت جفنيهاالسبت نوفمبر 10, 2012 7:17 am من طرف غوستاف ماهلر » خربشاتٌ عابرة ...الإثنين نوفمبر 07, 2011 10:08 pm من طرف الاميرة » معلومات غريبة لا يعلمها الكثير من الناس ****السبت نوفمبر 05, 2011 10:04 pm من طرف الاميرة » اهات مغتربالسبت نوفمبر 05, 2011 8:21 pm من طرف الاميرة » لماذا تسقط الفتيات في شباك الحب الكاذب؟؟؟ أرجو الدخول والمشاركهالجمعة أكتوبر 21, 2011 7:39 pm من طرف سوار العسل » مساعدة من شباب السويداء الكرامالأربعاء أكتوبر 19, 2011 12:53 am من طرف رامي5 » ساعدني كي انساكالثلاثاء أكتوبر 18, 2011 10:16 pm من طرف سوار العسل » لقد عدت.........الثلاثاء أكتوبر 18, 2011 5:14 am من طرف سليمان عزام» القصيدة الممنوعة لنزار قبانيالسبت أكتوبر 15, 2011 12:41 am من طرف سوار العسل » حكمة اليومالأربعاء أكتوبر 12, 2011 3:21 pm من طرف دمعة ألم» إبدأ يومك بذكر اللهالأربعاء أكتوبر 12, 2011 3:17 pm من طرف دمعة ألم» من جديد .. بدأناالجمعة سبتمبر 16, 2011 5:41 am من طرف سليمان عزام» الطاولة المستديرة...الأحد سبتمبر 11, 2011 6:20 am من طرف سليمان عزام» أطول جسر في العالمالأحد سبتمبر 11, 2011 6:09 am من طرف سليمان عزام» الانتحار... نهايات غير سعيدةالأحد سبتمبر 11, 2011 5:58 am من طرف سليمان عزام» تحية وسلام الأحد سبتمبر 04, 2011 5:24 am من طرف سليمان عزام» أهلاً بكم جميعاً بروح السويداءالأحد سبتمبر 04, 2011 5:21 am من طرف سليمان عزام |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع | |
يقولون كلمآ ازدآدت ثقآفه المرء ازداد بؤسه - | الجمعة أكتوبر 21, 2011 7:51 pm من طرف سوار العسل | حببت أن أفتح متصفح اجتماعي نوعا ما و نسوي فيه عمليه ربط لعبارات و أمثله بواقعنا اللي نعيشه ,, وهل فعلا كل ما نسمعه نطبقه !
إن توفّر العوامل المسآعده لآكتساب الحقوق الانسانيه العامه وحقوق المراة خاصه أمر فرضه ديننا منذ …
| تعاليق: 7 |
المتواجدون الآن ؟ | ككل هناك 183 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 183 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث لا أحد أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 190 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 4:08 pm |
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية | |
دردشة روح السويداء المتطورة | |
مركز روح السويداء لتحميل الصور والملفات |
|
إختر لغة المنتدى من هنا | أختر لغة المنتدى من هنا
زوار المنتدى |
60> |
|