توبة سيدنا الامير جمال الدين عبدالله التنوخي -ق-

توبة سيدنا الأميرجمال الدين عبد الله التنوخي( قدَّس الله سره)

كان سيدنا الأمير عبد الله وهو صغير يحب اللعب في ساحات بلدته عبيه وخاصه في ساحة العين ( دار العين ) مع أصدقائه . وقد كان سيدنا الأمير صبي ذكي ٌ ومؤدب فأحبه الناس وأصدقائه .

ويحكى ان الصبي عبدالله وأصدقائه الصبيان حفروا حفره صغيره في ساحة دار العين التي تأتي نساء البلده إليها ليملأنَّ جرارهن من ماءها . وبعد أن حفروا الحفره قاموا بتغطيتها بعيدان صغيره وقاموا بتغطية العيدان بالتراب لكي لا يراها الماره فيتعثروا بها . وجلسوا يراقبون ليروا من سيتعثر بالحفره فجاءت إمرأه لتملاء جرتها من ماء العين فداست على الحفره ووقعت على الأرض وإنكسرت جرتها . فقامت غاضبه وصارت تصرخ على الصبيان الذين راحوا يضحكون عليها فعرفت أنهم هم الذين فعلوها ، فتوجهت نحوهم لتضربهم فهربوا خائفين ، إلا عبدالله بقي مكانه خجلاً من فعلتهم ، فعرفت المرأه الصبي عبدالله وقالت له : ما هذا يا عبدالله ؟ ما هذا اللعب الا تعرف أنه كان من الممكن أن تكسر يدي أو رجلي بسبب لعبتكم هذه ؟ ولو لم تكن يتيماً لضربتك .. إرجع يا عبدالله الى بيتك ، ولا تعود الى هذه اللعبه مره اخرى ولا تلعب مع هؤلاء الصبيان . فإنك لم تخلق للعب الفارغ وتضيِّع الوقت ، بل خُلِقت لعبادة الله تعالى . ( سبب قول المرأه للصبي عبدالله " إنك خلقت لعبادة الله " لأنها كانت قد حلمت بأنه سيولد ولد للأمير علم الدين سليمان ( والد سيدنا الأمير السيد ) يكون له شأن عظيم في الدين ويعيش عمراً مديداً ) .

سمع عبدالله كلام المرأه وترك اللعب مع أصدقائه ، وجلس في بيته يعبد الله سبحانه وتعالى ويحب الصدق ويكره الكذب ، ويذكر الله تعالى ويتلو الأدعيه المباركه ويبسمل إن أكل او شرب ، ويحمد الله على نعمه . وإلتزم بالآداب التوحيديه ، وعرف الحلال والحرام وميز بينهما فعمل الحلال وترك الحرام . وراح يسأل ويتعلم ويقرأ قصص الأنبياء وسير الأولياء ومسالك الصالحين .

وبدأ الأمير الفتى بزيارة الشيخ أبو مرعي زهر الدين ريدان من قرية الفْسَاقين شيخ المشايخ ليسمع النصح وإلإرشاد والمواعظ وليسأل عن ما لا يعرفه لكي يزيد من معرفته التوحيديه .

وطلب الأمير عبد الله من شيخه الشيخ أبو مرعي زهر الدين ريدان أن يستفتح عليه ويقبله من المريدين ( أي أن يسلمه)

فلم يقبل الشيخ زهر الدين أن يستفتح على الأمير إلا بعد أن يمتحنه ويتأكد من رغبته في الدين خوفاً من أن يستفتح عليه وبعدها يرجع ينكث الأمير عن الدين.

فوعد الشيخ زهر الدين الأمير خيراً وكل يوم يأتي الأمير ويطلب من الشيخ أن يستفتح عليه , والأمير يزداد إلحاحاً على الشيخ ليستفتح عليه , فقال له الشيخ زهر الدين ريدان :- " لن أستفتح عليك إلا بعد أن تأتي إلي من بلدتك عشرين مره بعدها أستفتح عليك " .

كان قصد الشيخ زهر الدين بهذا الطلب أن يمتحن ويتأكد من رغبة الأمير في الدين .

فرح الأمير الفتى بهذا الوعد الذي وعده الشيخ به بأنه بعد عشرين مره ذهاباً وإيابا من عبيه إلى الفْساقين , فنام الأمير عبد الله ليلته مطمئناً مسروراً لأن أمنيته ستتحقق .

إستيقظ عبد الله عند الفجر وذكر الله تعالى وتلى دعاء الصباح وإتكل على الله ونوى أن يذهب من عبيه إلى الفْساقين في ذاك اليوم عشرين مره . وكان في الطريق بين عبيه الفْساقين شجرة ريحان (آس) فكان في كل مره يتجه فيها نحو الفْساقين يقطع غصن ريحان منها ويضعه في مكان خفي قريب من بيت الشيخ زهر الدين ريدان وهكذا أمضى نهاره ذهاباً وإياباً من عبيه إلى الفْساقين حتى أتم العشرين مره حين بدأت الشمس تغيب فتقدم عبد الله إلى منزل الشيخ زهر الدين تعب والعرق يتصبب منه فدق بابه بهدوء , ففتح الشيخ الباب فرأى عبد الله متعب والعرق يتصبب من جبينه فأدخله إلى المنزل وأجلسه وسأله : ما الذي أتى بك يا بنى في هذه الساعه ؟ ولما أنت متعب ؟

فقال عبد الله مبتسما : " لقد نفذت طلبك اليوم يا شيخي فقد جئت من عبيه إلى الفْساقين عشرون مره كما أمرت " .

تعجب الشيخ من كلام عبد الله وقال له : " كيف تثبت لي صحة ما تقول ؟ "

فقام عبد الله وخرج من منزل الشيخ وعاد بأغصان الريحان العشرين وعدّها أمام الشيخ وأخبره أنه في كل مره كان يأتي من عبيه إلى الفْساقين كان يقطع غصن ريحان . فأُعجب الشيخ برغبة عبد الله وتعبه لكي يحقق أمنيته بأن يستفتح عليه . فقام الشيخ وضم عبد الله إلى صدره وقبّل رأسه قبلات العطف والتقدير . وإستفتح عليه وأوصاه بأن يبدأ بحفظ ما يستطيع من الكتاب العزيز وقال له : " كلما حفظت قسماً من الكتاب تعال لتتلوه على مسمعي متى تشاء .

خرج الأمير عبد الله من عند شيخه مسروراً فرحاً وعزم على أن ينفذ طلب شيخه زهر الدين وأن يحفظ الكتاب العزيز .

فإنقطع الأمير عبد الله عن شيخه شهراً كاملاً , وبعد هذا الإنقطاع زار الأمير عبد الله شيخه في الصباح , فقابله الشيخ بفتور وعتب ولوم على إنقطاعه الطويل فقال له عبد الله :" اتسمح لي بأن أتلو عليك ما حفظته من الكتاب العزيز ؟ " فقال له الشيخ :" إذهب إلى إبني عبد الخالق في الحقل وأتل عليه , لأنني مشغول الآن " .

ذهب عبد الله إلى عبد الخالق في الحقل وكان يحرث الأرض فمشى الأمير عبد الله إلى جانبه يتل ما حفظه بطلاقة ودقة وعبد الخالق مندهش من طلاقته ودقته في الحفظ والتلاوه , فإنتصف النهار وعبد الله لم يفتر لسانه عن التلاوه بلا أخطاء ولا نسيان حرف . فوصل عبد الله إلى نصف الكتاب فأمره الشيخ عبد الخالق بأن يتوقف وعادا إلى منزل الشيخ زهر الدين فقال عبد الخالق لوالده : " أبي أكمل لعبد الله ما حفظه لأن ما أحفظه قد تلاه " .

فإندهش الشيخ زهر الدين وقال للأمير عبد الله بأن يكمل فتابع عبد الله تلاوته والشيخ زهر الدين يصغي مندهشاً مسرورا حتى أكمل عبد الله تلاوة الكتاب العزيز كاملاً .

فوقف الشيخ أبو مرعي زهر الدين وقَبل رأس الأمير عبدالله وقال له : " أنت شاب مخلص عابد , صادق وسيكون لك شأن كبير .

وبعد مده دعا الشيخ أبو مرعي زهر الدين ريدان مشايخ منطقتهم وتنازل عن إمامة الموحدين لسيدنا الأمير جمال عبد الله التنوخي , وقد بلغ عمره حينما تسلم الإمامه الخامسه عشره .

تمت

"لم يكن الأمير يخالط أقرباءه لعلمه أن أموالهم لم تكن حلالا محضاً، حتى أنه لم يرضَ أن يضيء عليه مصباحا فيه زيت من رزقهم وكان يطوف البلاد ويزور رجال الدين أينما كانوا وكان يحب مطالعة الكتب حتى قيل إن مكتبته حوت ثلاثمائة وأربعين مجلدا ونهى عن شرب الخمر والمسكرات فتاب الناس على يده وكانت نواهيه وإرشاداته تُبث بواسطة تلاميذه في جميع القرى وكان الناس يتوافدون عليه من كل مكان فيدرسون عليه ويتقاضون لديه. ثم أمر تلاميذه في القرى أن يأمروا الناس بالمعروف وينهونهم عن المنكر على غرار خطته ....

ناني كم أنت ِ رائعة بهذه الاضافة يا صديقتي
اشكرك ولكِ مني ارق التحيات

سيرة الامير السيد قدس المولى ثراه كالبحر الزاخر

لا يمكن حصرها بالكلمات لاننا نبقى عاجزين

ألف شكر لاضافتك التي اثرت الموضوع صديقي العزيز

الروعة تكمن بمرورك دوماً

سليماان

حفظك الباري

» الأمـير السيد جمال الدين عبد الله التنوخي (ق)
» الست أم ناصر الدين ناجية -ر-
» فمن هم هؤلاء الدروز ؟ من هم في الدين ؟ ومن هم في الدنيا ؟
» زيارة سيدنا الخضر عليه السلام
» من أدعية سيدنا الخضر-ص-

حببت أن أفتح متصفح اجتماعي نوعا ما و نسوي فيه عمليه ربط لعبارات و أمثله بواقعنا اللي نعيشه ,, وهل فعلا كل ما نسمعه نطبقه !

إن توفّر العوامل المسآعده لآكتساب الحقوق الانسانيه العامه وحقوق المراة خاصه أمر فرضه ديننا منذ …