حديثٌ في الجنة

تجمعوا حولي واستمعوا لي
تعالوا يا قوما ماعرف الشقاء
أحدّثكم عن آخر ساعة أمضيتها
في أرض الشقاء
معَ ملاك أرسلتموه إليّ
فأتى تاركا لكم الكبرياء
معَ ابنتي
وحين دقت ساعةُ حياتي آخر دقَّةٍ
انفجرت عيناها بالبكاء
كما تفجرون من رحمة الله لنا ينابيعَ الضّياء

*****

أنا
كما تعلمون أحد الآباء
أحيا في فوران جحيم الأرض
حياة البسطاء
أنا
كما تعلمون
عربيّ ولدت في أرض أجدادي
كانت تسمى أرض العرب
أرضَ العزِّ والفَخَار والكبرياء
أرضَ الكرماءْ
ومن سوء حظّي
في زماني
صارت أرضَ الشقاء
وأنتم تعلمون كيف
جار الزمان
وصارت أرضي جاريةً
مباحةً لكل الأمراء
جار الزمان
وصارت جحيما أحمرَ
يصبغه نزيف الأبرياء
صارت فريسة
تتقاسمها الكلاب والذئاب المتعطّشة للدماء

*****

حين بدأت مدرعاتُهم على حدودنا بالنُّباحْ
ودخلو إلى طهرنا فدنّسوه
والاستعمار مباحْ
دق الخوف قلوبَ شموعِنا
وما حماها المصباحْ
والشموع تنطفئ
والأصوات تُلحّنُ العويلَ والنواحْ
قصائدُ رثاءٍ تتناثر . .
أغان من قلب السماء منهمرة . .
وحالنا يبكي لحالنا ولا يرتاح
ويبكي البكاء على البكاء
فلا بد من حمل السلاح
لا بد من حمل السلاح
للذّود عن أرضنا وعِرضنا
وسرونا وزيتوننا وكرومنا
وريح الليمون
وزهر التفاح

*****

أُصبت في معركة الدفاع وفرحْتُ
وبقيت أنتظر بآلامي وآمالي
أن يجمعني العَليّ معَ الشهداء
نقلوني تحت قصف الغراب المحوم في السماء
وضعوني قرب بيتي الذي صار
حطاما ككل ما حوله من أشياء
ككل أجساد شموعنا البريئة
وككل أجساد الشيوخ والنساء
تناثرت أشلاء
صارت نجوما تنير كلَّ ما في الليل من ظَلماء

*****

كانت ساعةً قضيتُها بين الحياة والموت
ساعةً وتنزف من جسدي الدماءْ
وعلّمتْني باحمرارها
كيف النّصر مُشتاقٌ لها
وكيف دروب الحرية
ترتسم بها
فأنا واحد وغيري الكثيرون
بين الحياة والموت ينتظرون
"الشهادةُ أو النصرُ"..
في ساعة . .
مرَّ أمام ناظريَّ المجهدَيْن
ملايين الصور من حياة العرب
تحكي حكاية عصفورَيْن بائسَيْن
ماتت فراخهما
انطفأ نورٌ كان في حياتِهما
واستبدّ بهمُ الشقاءْ
رأيت فيها وجوه كلِّ الأنبياء
فمددت يدي علّي ألمِس إحداها
لكنَّ تعبَها أعياها
فعرفت ما معنى الشقاءْ

*****

بعدها
لاأدري كيف أتت إلي
أو قد تكون صورتها
تحوم في صدر السماءْ
كانت تناديني وتبكي
أحداقُها الصغيرة السوداء
كانت تصب الملح على جراحي
وتقول بفمٍ تجرع المرَّ مبكرا
من قلب ما عرف سوى البراءة والنقاء
"أبــي أرجوك
لا تذهب
أرجوك لا تترُكْني
بين مخالبٍ
من سحق عظامي لا تتعب
فتلحّن عذاباتي وتطرَب
أبــي . . لا تذهب
من بعدك لن يبقى أحدٌ معَهُ ألعب
من بعدك لن يبقى أحد
يعلّمُني الحروف لكي أكتبْ
فأنا أريد أن أكبر
أريد أن أتعلمَ
وعنهم
فضائحَ كبرى سوف أكتب
أبــي . . لا تذهب "

*****

حزنتِ الملائكةُ حين سمعت حديثي
وملأتِ الجنّة بالبكاء
ثم مسحت جبيني وقالت :
" لا تحزنْ هكذا قدّر الله و شاء "

لا أريد أن أعكر صفو كلماتك بخربشاتي
موهبتك الشعرية وقدرتك على التعبير الجميل متميزة حقا وتثير الإعجاب

تقبل حضوري المتواضع ...مع أطيب الأمنيات لك

صديقي الغالي

وقفت هنا كثير

ابحث عما يليق بك وبرائعتك

فلم اجد

وقفت ابحث فى معجمى

لعلى اجد بعض الكلمات والحروف

التى اعبر بها عن رائعتك فلم اجد

فصمت خوفا ان اشوه تلك الرائعه

ولكنى ابيت ان اخرج

دون ترك توقيعى او بعض من نثر حروفى

تقديرا لك وتعبيرا عن

لوحتك الرائعة و الجميله التي جعلت في قلبنا يبكي

تقبل مروري

أخي الغالي سليمان

إن كانت الخربشات كعذوبة ونقاء كلماتك فيا حبذا الخربشات على صفحة التقدير
أشكر وجودك الدائم ودعمك العزيز على قلبي


-----
صديقتي قمر

شكرا جزيلا على مرورك الكريم
لا داعي للبحث في المعاجم
ولا في متاهات الكلمات
فكلماتك الصادقة
أغلى لدي من أجمل عبارات الشكر والتقييم

--------

صديقتي الغالية ناني

شكرا جزيلا على الإطراء
إن كانت حروفي كما وصفتِ فعلا
فهذا لأنكم تستحقون الأفضل



أتمنى أن أبقى دوما عند حسن الظن