... ويسألونك عن المرأة والتعليم

نقل من الحديث الشريف: «صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد
الناس: الأمراء والعلماء». طبعاً كان المعلمون في ذلك الزمان يعدون من
العلماء, ولعل تأثيرهم في الأجيال أعمق من تأثير الأمراء والحكام. نسوق
هذه المقدمة لنصل إلى رواية حادثة «عرضية» جرت في إحدى مدارس التعليم
الأساسي في مخيم الوافدين في ريف دمشق, وإذا قلنا عرضية, فليس لعدم
أهميتها, وإنما لكونها عينة مما يجري في مدارسنا.
القصة أن سيدة مطلقة, أم لثلاث بنات مراهقات وصبي, ذاقت ولا تزال الأمرّين
لتعليمهم, ورغم ثقل العبء على كاهلها في بيئة اجتماعية غير مساعدة, تصر
على نيلهم شهادات علمية تضمن لهم عيشاً كريماً. وقد فازت إحدى بناتها
ببطولة الجمهورية في ألعاب القوى وأخرى من المتفوقات في المرحلة الثانوية.
لم تصل هذه السيدة إلى هذه المرحلة إلا وقد أصابتها سلسلة من العلل
المزمنة, رافضة كل الاقتراحات بخروج بناتها لمساعدتها في العمل, لأنها لا
تريد لمعاناتها التكرار, ومع أنها بالكاد تقرأ وتكتب نراها مهتمة بأوضاعهن
النفسية ودائمة السؤال عن كيفية حلها والتعامل معهن, وقد رأت أن نشأة
صغيرها الوحيد بين ثلاث فتيات يضعف شخصيته, وظنت أن مشاركته في معسكر
الطلائع فرصة لتعليمه الاعتماد على الذات بعيداً عن دلال الأم والأخوات,
لكن ظنها خاب حين جاءها بورقة من إدارة المدرسة بعدم مشاركته لأسباب
صحية!! وحسب علمها أن ابنها لا يشكو من وجع وليس فيه علة ظاهرة, ذهبت إلى
إدارة المدرسة للوقوف على تلك الأسباب الصحية, وسرعان ما تبين لها أن
العلة ليست في ولدها, وإنما في مدير المدرسة, وعلى ذمة الراوية, ما أن
سألته ما هو وضع ابنها الصحي؟ حتى نهرها بعنف وقال لها, اذهبي وافحصيه على
حسابك, متبعاً كلامه بشتائم يندى لها الجبين, أخفها «يا حمارة», ثم طردها
من الإدارة!! ليست مفاجأتها بردة فعله وحدها ما جعلتها عاجزة عن الرد, بل
مراعاة لطفلها وهو في مرحلة اجتياز الامتحان, خشيت من ترسيبه لأسباب
كيدية, فيما لو ردت على المدير العين بالعين والسن بالسن, البكاء فقط ما
قدرت عليه في هذا الموقف الصعب, المعلمات تعاطفن معها ومنهن من أخبرتها في
سياق تطييب خاطرها أن هذا المدير معروف بردود فعله العنيفة, وقد سبق وتهجم
على زميلة لهن وهي في الصف وأمام التلاميذ!! رفاق ابنها في الصف شاهدوا
المدير وهو يدفع الأم خارج الغرفة, فسارعوا إلى ابنها وأخبروه: «المدير
يضرب أمك»!! لكنها أكدت لابنها أنه لم يضربها, وإنما جذبها من كتفها فقط.
الولد لم يصدق ومكث أيام الامتحان بدل الدراسة يصنع خفية «نقيفة» ليأخذ
ثأره من المدير بمجرد انتهاء الامتحان.
وهنا لا بد من التوجه إلى السيد وزير التربية بصفته مختصاً بالعلوم
النفسية: ترى ما تأثير تعرض الأم لهذا النوع من القهر والقمع والإهانة على
نفسية تلميذ في الابتدائي, وأي فرد سيكون في بيئة تكتمل فيها ظروف
الانحراف السلوكي كافة؟ والأهم, هل تحتاج مدارسنا في المناطق الفقيرة إلى
زيادة عدد المتسربين من المدارس, أو أن مجتمع المخيم بحاجة ماسة لمارقين
غير متعلمين وعاطلين من العمل؟
هذا من جانب, ومن جانب آخر لا بد من القول إنه رغم عدم الشك في صدق السيدة
التي جاءت شاكية للصحافة بعد تفويض الأمر لصاحب الأمر, إلا أننا سألنا في
المخيم عن هذا المدير, فقيل أنه معروف بهذا السلوك الذي أسهم في تطفيش
طلاب من المدرسة, ومنهم من اعتدى عليه بالضرب حين كان مدرساً... فهو كما
قيل عصبي المزاج دائم توجيه الشتائم والكلام النابي للتلاميذ.
ومع هذا نقول لا جديد لا في هذه القصة ولا في سلوك هذا المدرس ولا حتى في
الشائعات حول نفوذه في المديرية, وبقائه أستاذاً رغم الشكاوى الكثيرة...
هذا يحصل وقد لا يكون غريبا أبداً, وربما كان مكتب السيد الوزير حافلاً
بشكاوى من هذا النوع, لكن الجديد هو في حرمان طفل من المشاركة في معسكر
للطلائع حسب علمنا أنه إلزامي, إذا لم نقل حق للمنتسبين لهذه المنظمة, ولا
يحتاج الأمر الى الواسطة أو تبويس لحية المدير, في وقت نظن فيه مخطئين
بالانكفاء عن المشاركة في نشاطات المنظمات الشعبية! مقارنة بالعقود
الماضية حين كانت الواسطة تستخدم لضمان عدم وجود آثار رجعية للتملص من
المشاركة.
والغريب أيضاً أن يحصل هذا في مخيم الوافدين ومع تلميذ هو ابن لامرأة من
أهل الجولان المفترض أنهم يحظون بمعاملة خاصة تعينهم على العيش ريثما
يستعيدون أراضيهم وبيوتهم. لكن ما سمعناه من قصص عن أمراض وفقر مجتمع
المخيم وواقع التعليم هناك يصيبنا بالخيبة, سيما وأن ما يبذل من أموال
لدعمها من قبل الدولة ليس قليلاً, وبالأخص على معسكرات الطلائع والشبيبة,
والتي قيل فيها أيضاً أنها تتحول إلى فرصة «لتنزه» البعض مع عائلاتهم, على
حساب استبعاد التلاميذ الأضعف.
لا نأمل بل لا نريد أن يطرد معلم كهذا من سلك التدريس, فيما لو ثبت ما
يتهم به, وربما حلت القصة حبياً بخاصة وأن الطرفين من المخيم وبمثابة
الأهل, لكننا نطالب بمراقبة سلوك المدرسين «المدراء» والاشتراط لتعيينهم
وجود وثائق تثبت خلوهم من الأمراض النفسية, مع المطالبة بمختصين نفسيان
للوقوف على مشاكلهم ومنع نقلها إلى جيل كامل, لن يطول الوقت كثيرا حتى
تظهر نتائجها الكارثية, طالما الحد من الفساد مازال غير ممكن.
أضعف الأيمان عندما نواجه فرداً يكافح للنهوض من المستنقع, إذا لم نرغب في
مساعدته على الأقل لا نعمق له الحفرة, وهذه السيدة صاحبة المشكلة ومثلها
كثر, لم تطلب إعانة مالية من أحد, ولم تسع إلى وظيفة في الدولة تكون بقرة
حلابة, ولم تسر في طريق الكسب السريع, الذي يكثر المتسابقون عليه, وإنما
تبذل عافيتها لتطعم أبناءها لقمة حلال ولتنشئتهم تنشئة صالحة تستحق عليها
وساماً لا إهانة من معقد نفسي. فلنرحمها على الأقل من هواجس ذهاب تعبها
هدراً إذا ضاع مستقبل ولدها الوحيد.

موضوع جميل ويرفع مرتبة المرأه في حرصه الدائم على اولاده

تحياتي لكِ

قصة تشمئز المشاعر لسماعها او قرائتها وتغث النفوس على متل هكذا حالات

نتمنى ان يصطلح الحال ولو اننى اعرف شخصيا بعض المدرسين والمدرسات حتى عندهم نقص او يعتبر مرض نفسى او عقد من نوع ما للأسف

عووووووووووووووووووووجة

أضعف الأيمان عندما نواجه فرداً يكافح للنهوض من المستنقع, إذا لم نرغب في
مساعدته على الأقل لا نعمق له الحفرة

قصة مؤثرة أختي زهرة ..وتعكس واقع مرير نعيشه يومياً ..

أناس ليسو أهل لمثل هذه المناصب يتولونها ..وبيدهم التأثير على مجتمع كااامل ...

متى نعطي الأولوية للإنسان المناسب في المكان المناسب ؟؟

تقديري وكل الود

» المرأة التي أحببتها
» جرأة المرأة
» «كفى»... عنفاً ضد المرأة
» أيتها المرأة
» اجمل ما قيل في المرأة

حببت أن أفتح متصفح اجتماعي نوعا ما و نسوي فيه عمليه ربط لعبارات و أمثله بواقعنا اللي نعيشه ,, وهل فعلا كل ما نسمعه نطبقه !

إن توفّر العوامل المسآعده لآكتساب الحقوق الانسانيه العامه وحقوق المراة خاصه أمر فرضه ديننا منذ …