الست شعواني رمز الطهارة والعفاف

الست شعواني رمز الطهارة والعفاف

إذا قلنا الست شعواني قلنا الطهارة، العفة، الفضيلة، الزهد، التقى والورع، وقلنا إنه التحمل، الصبر والرضى بقضاء الباري عزّ وجلّ والتسليم لأمره والامتثال لمشيئته وقبول أوامره ونواهيه دون تأفف أو شجر أو ملل. وقصة هذه الطاهرة جديرة بأن تكون موعظة ودرسًا للآخرين، فقد اعترضت طريقها المصائب والويلات ولُفقت ضدها اتهامات وافتراءات كاذبة، وبقيت صابرة طائعة لمولاها وسلّمت أمرها إليه ولم تشأ أن تدافع عن نفسها مع أنها كانت تملك الدليل القاطع على براءتها من كل عيب أو دَنَس. هذه القصة نقلها إليكم ليقتدي بها مَن استطاع إلى ذلك سبيلًا.

الست شعواني كانت الابنة الوحيدة لأحد ملوك منطقة القدس ويدعى حزوري، وكانت مدللة وتعيش في بذخ ويُسر إلى أن طرقت العناية الإلهية بيت والدها داعية إياه إلى ترك المُلك والتفرغ للطاعة والعبادة فاستجاب لهذه الدعوة من صميم قلبه، غير أن أمرًا هامًا لم يسهّل عليه اتخاذ القرار النهائي وهو يتعلق بمصير ابنته، فمن جهة لا يستطيع أن يتركها وحيدة ومن جهة ثانية لا يستطيع أن يسمح لها بمرافقته والإقامة معه بين العباد كونها أنثى، ولمّا عرض عليها الأمر تأوهت وتألمت وقالت "تحت رحمة مَن ستتركني فأنا أرغب أن أصحبك وأكون رفيقتك وسوف أرتدي ملابس الغلمان وأتصرف مثلهم ولن يعرف أحد بأمري إن شاء الله تعالى". وفي إحدى الليالي غادرا القصر والمدينة متنكرين وقصدا حيث يقيم العباد في منطقة الجولان، وكان بينهم سبعة عباد عُرفوا بالتقى، الورع، الزهد والتقشف فطلبا الانضمام إليهم وخدمتهم فرحّبوا بهما. وعكف الأب على العبادة ورعاية العباد وخدمتهم في حين كُلّف الغلام ببيع ما يصنعه العباد من أشغال الحصر والأطباق في المدينة المجاورة. ومضت الأيام والأمور تجري على طبيعتها إلى أن مرض الأب وعَلِم عِلْم اليقين أن الباري عزّ وجلّ سيسترد وديعته وسينقله إلى جواره فتأوه وبكى حسرة على فراق ابنته، وكيف ستجابه الأحداث وحيدة وأوصى العباد بالمحافظة على غلامه ورعايته وتعليمه فوعوده خيرًا.
توفي الأب وبقيت ابنته متنكرة وفي خدمة العباد تذهب إلى المدينة كل يوم لتبيع الحصر والأطباق وتشتري ما يحتاجونه من طعام. وفي ذات يوم توجّهت إلى المدينة كعادتها فرأتها ابنة الملك وهي في زي الغلمان فسحرها جماله ورغبت في لقائه، ثم أمرت خادمتها بالخروج إليه وإقناعه بدخول القصر بحجة الرغبة في شراء بعض ما يحمله من أطباق، ولمّا دخل القصر أدخلته إحدى الغرف وأغلقت الأبواب ثم ذهبت إلى سيدتها وأخبرتها بما فعلت. ولمّا دخلت عليه أخبرته بحبّها له وطلبت منه الفحشاء والمنكر فأبى وتضرع وبكى وانتحب قائلًا لها "إنني لا أحب أن أعصى الله تعالى"، فدبّ الرعب في قلب ابنة الملك وارتجفت وسمحت له بمغادرة القصر بعد أن حذّرته بأنها ستذيقه العذاب الشديد.
ثم أن ابنة الملك ارتكبت الفحشاء مع أحد عبيد القصر وحملت منه ولاحظت والدتها التغيير الذي طرأ عليها وانتفاخ جسمها، فشكّت بالأمر وسألتها أن تخبرها بما جرى لها فأخبرتها بأن الغلام الذي يخدم العباد السبعة هو الذي اعتدى عليها وجامعها، فصاحت أمها بانزعاج ونادت زوجها الملك وأخبرته بقصة ابنته مع خادم العباد، فزمجر الملك وتوعد وأمر حرسه بجلب العباد وخادمهم مكبلين وتحت الضرب والإهانة، ولمّا وصلوا وهم بهذه الحالة المزرية سألوا الملك عمّا فعلوه لينالوا هذا العقاب، فأخبرهم الملك بقصة ابنته مع الغلام الذي يخدمهم فاستغربوا الأمر وقالوا "وما ذنبنا نحن" والغلام لا ينطق بكلمة ولم يكشف سره لإظهار براءته فاعتذر الملك منهم وأطلق سراحهم ثم أمر أحد حراسه بنفي الغلام إلى آخر حدود مملكته.
ومضت أسابيع قليلة وولدت ابنة الملك طفلًا، فأمر الملك الحارس الذي تولى نفي الغلام بأخذ الطفل وتسليمه إليه قائلًا إنه أحق من غيره في العناية بابنه، ففعل الحارس ما أُمر به وعاد أدراجه تاركًا الطفل لدى الغلام فاستعظم الغلام عواقب الأمر واحتار في أمره وتضرع إلى الباري عزّ وجلّ أن يُسخّر له مَن يعتني بالطفل ويرضعه فأوصى سبحانه وتعالى إلى الملاك جبريل أن يأمر غزالة كانت ترعى في مكان قريب الذهاب إلى الطفل وإرضاعه، وبعد أيام صعبة وقاسية مضت على الغلام ومنعته عن طاعته فأوصى سبحانه وتعالى إلى الملاك عزرائيل بأن يقبض روح الطفل.
ولمّا شاع أمر الغلام وقصته مع الطفل وأنه مستجاب الدعاء ووصل خبره إلى المدينة وإلى العباد السبعة قرروا الذهاب إلى الملك وطلبوا منه أن يعفو عن الغلام ويعيده إليهم فقبل الملك طلبهم وأمر الحارس الذي تولّى نفيه بإعادته إلى أصحابه العباد.
ومضت الأيام بسرعة ومرض الغلام مرض الموت وعلم أنه سيلحق بربّه قريبًا ثم دعا العباد وأوصاهم بأن يدفنوه عند مماته بملابسه التي يرتديها وأن لا يغسّلوه أو يكفنوه "خشية أن ينكشف سرّه" فقالوا له إن هذا لا يجوز عند العباد، فقال لكبيرهم: "عندما تُقبض روحي أحضر سكينًا حادة وارفع بها طرف القميص عن صدري ثم افعل بعد ذلك ما تشاء". وفي اليوم التالي توفي الغلام فجاء كبير العباد بسكين كما طلب الغلام ورفع طرف القميص عن صدره فشاهد صدر أنثى فصاح صيحة عظيمة أذهلت العباد ورمى بالسكين بعيدًا وقال إنه صدر أنثى فطلبوا منه أن يعيد النظر، فقال ألا تعلمون أن النظرة الأولى لا يعاقب عليها وما بعدها يعاقب؟؟ ثم طلب كبير العباد من أحدهم أن يذهب إلى قصر الملك وأن يخبر مَن بداخله من نساء بحقيقة الأمر، ولمّا فعل ذلك وقع الصياح في القصر وتوجّهت النساء ومن وراءهن الملك إلى حيث يقيم العباد ودخلن الخيمة وكشفن عن جثة الغلام وتأكدن أنها جثة فتاة. ولمّا علم الملك بذلك سقط عن فرسه مغشيًا عليه وبعد أن أفاق من غشيته طلب من النساء أن يفعلن اللازم تجاه الجثة من تغسيل وتكفين، كما أمر بإحضار ابنته وهي مكبلة بالأغلال. وعندما أرادت النساء تغسيل الجثة وجدنها مغسّلة مكفنة ورائحتها أحلى من المسك، وعندما أخذوا في حفر القبر وجدوه لينًا وهينًا ورائحته جميلة وبعد أن تمّت مراسيم الصلاة عليها وتمّ دفنها جيء بابنة الملك إلى أمام والدها وسألها أن تقص له الحقيقة فأخبرته أن والد الغلام هو أحد عبيد القصر فأخذ الملك بالبكاء والنحيب بصوت مرتفع ندمًا وحسرة على ما لاقته الفتاة من عذاب وإهانة وصبر وهي تكتم أمرها، وتضرع لباريه أن يصفح ويعفو عنه ثم أمر الملك بأن يُقطع رأس ابنته وأن يُدار به في أنحاء المدينة ويُنادى عليها، وهذا جزاء مَن يفعل الفاحشة ويدعيها على أولياء الله الصالحين.
واتفق رأي السلف الصالح من المشايخ أصحاب العلم والمعرفة أن قبر الفتاة البريئة يقع اليوم في قرية عين قنيا بهضبة الجولان ويُعرف بمقام الست شعواني ويزوره أبناء الطائفة في الثلاثين من شهر أيار كل عام بعد أن ثبّت هذا التاريخ المرحوم فضيلة الشيخ أبو يوسف أمين طريف، أما قبر والدها الذي ترك مملكته والتحق بالعباد فيقع في موقع غير بعيد عن قبر ابنته ما بين مجدل شمس وعين قنيا ويُعرف بمقام سيدنا حزوري نفعنا الله ببركاتهما ونسأله تعالى أن يغفر لهما ولنا ولكل مَن يقرأ هذه السطور ويتعظ من فحواها ويعتبر إنه

سميع مجيب الدعوات.

موضوع مميز ورائع انا بحب هي القصة كتير وقريتا لما كان عمري 12 سنة
وحاولت اني ارجع جيبا من شان اقراها مرة تانية بس ما قدرت
يسلمو كتير تحياتي

أهلين أختي

منورة

أسعدني مرورك وقرائتك لهالقصة المميزة ..

الله يبقينا ع طريق الصُّلاّح ويهدينا بهدايتهن ...

هلاااااااا

الله يهدي الجميع
موضوع رائع ومميز صديقتي
سلمت يداكي

الله يهدى الجميع
شكرا نانى قصة اعرفها وقرأتها سابقا ولكن قرائتها مرات عديدة يريحنى

لك كل التقدير

نسأله تعالى أن يغفر لهما ولنا مشكوره ناني الله يعطيكي العافي
قصه حلوووي كثير اني اول مره بسمعه [i]

سراب ..
مرورك ووجودك هو الرائع والمميز ..
منورة دايماً

أبو ماهر ..الأخ الغالي
الله يريحك من عذاب الآخرة ..على هالروح الطاهرة

مااهر
ويغفرلك كمان يا غالي
أسعدني إنك قريتها

تحياااااتي لكم جميعاً

» الست جِندله-ر-
» الست أم ناصر الدين ناجية -ر-

حببت أن أفتح متصفح اجتماعي نوعا ما و نسوي فيه عمليه ربط لعبارات و أمثله بواقعنا اللي نعيشه ,, وهل فعلا كل ما نسمعه نطبقه !

إن توفّر العوامل المسآعده لآكتساب الحقوق الانسانيه العامه وحقوق المراة خاصه أمر فرضه ديننا منذ …